له بريق كبريق الذهب لا يتشابه مع غيره بل له فرادة مستقلة في عالم الأصوات إنه الشيخ محمود علي البنا، ابن شبرا باص محافظة المنوفية، تميز بحرفية شديدة في جذب الجمهور خلال طريقته الخاصة التي تحوي من الحنان الصوتي ما يصعب عنه وصف الواصفين، فصوته يأخذك من دنيا الفناء إلي دار البقاء لتعيش معه أدق تفاصيل الهلع والرهبة دون تكليف أو معاناه.
محمود علي البنا قارئ ومجود متميز
هو الشيخ محمود علي البنا المتميز دائما لا أقول في فن التجويد فقط بل في الترتيل أيضاً فهوا من السابقين الأولين إن لم يكن الأفضل في فن الترتيل ولعل جاهزية صوته كانت أهم الأسباب في بذوغ نجمه وسط العباقرة بعد معاناة الليالي التي كان يذهب فيها خلف أساتذته الكبار علي محمود ورفعت والشعشاعي وغيرهم، ليتعلم منهم أصول التلاوة.
كل ذلك ليقف بعدها وجها لوجه مع العباقرة في ميدان دولة التلاوة، وليستطيع حفر وجدانه علي جدران دولة التلاوة وهي في ريعان شبابها بداية من الخمسينيات وحتي رحيله في منتصف الثمانينات، ليصبح موسوعة صعبة المقارنة بها أو التشبيه منها حتي في أصعب الحالات.
إنه صاحب الفضيلة الشيخ محمود علي البنا فصوته الرنان يأن قراره في البداية قبل أن يأخذك إلي عالم القوة والجوابات الصارمة الحزينة المملؤة بالشجن ليعيد إلي قلبك عاطفة حسية، ولكن من نوع خاص يملؤها الحزن تارة وأخري تشجوا بالفرح، ورغم أنه قد فارق الحياة وحالت الأقدار بينه وبين كثيرا من متيميه في فترة شبابيه لم تتجاوز الستين، فقد ترك من التراث ما يعبر عن شخصيته المرموقه في فن وتجويد القرأن الكريم بصوته الجذاب.
والشيخ محمود على البنا كانت تربطه صلة وطيدة ورائعة بكل أصدقائه من دولة التلاوة ولعل اقربهم إليه الشيخ مصطفي إسماعيل والبهتيمي والشيخ عبد الباسط، رحم الله الشيخ محمود علي البنا وجزاه خير الجزاء لما قدم من خدمة كتاب الله وإسعاد عشاق التلاوة في مشارق الأرض ومغاربها.