على مدار عقود طويلة ظل صوته يعانق أذان وقلوب محبيه حتي ذاع صيته في أرجاء المعمورة وما حولها إنه القارئ الفريد الشيخ عبد العزيز علي فرج الذي سطر بصوته المميز أسم لا يستطيع التاريخ أن يمحوه من ذاكرته، ورغم رحيله في سن مبكرة لا يتجاوز الخمس وخمسون عاماً ظل صوته قوي شامخاً، وكأنه ذو بأس شديد يراود ميكروفونات المساجد متحدياً كل ألم.
17 مارس هو ذكرى رحيل، الشيخ عبد العزيز علي فرج، صاحب الصوت الذهبى الذى فيه شفاء للصدور وبيان صادق ينبع من حنجرة ذهبية لا تصدأ ابدا، فذاك الصوت الذي يبهر محبيه له بريق كبريق الذهب يلمع في حالة الجواب ويرق في حالة القرار، والشيخ عبد العزيز علي فرج تنتمي طبيعة صوته إلي فصيلة البريتون متوسط الغلظة، فهو يستطيع أن يأخذك برفق إلي جواب بعد وقت قليل جداً من استهلال التلاوة، ثم جواب الجواب، وذلك دون تكليف.
ويعد الشيخ عبد العزيز علي فرج من المقرئين القلائل الذين تحتار في تصنيفهم، ولكن لا شك أنه من الرعيل الأول خصوصا بعد فرادة أدءاه، وقوة صوته المتمكن فيها والتي أجاد بها علي مساحة نغمية كبيرة قدم خلالها عروض قرأنية لا تزال في ذاكرة محبيه يستطيع أن يستعرض بصوته علي النغم بحرفية شديدة لا يوجد بها خلل ولا نشاز ببصمة صوتيه فريدة، تجعلك تشعر بطمأنينة دون أن تستشعر من أي مكان أتي ذلك الصوت الرائع .
رحمة الله علي الشيخ عبد العزيز علي فرج وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من خدمة كتاب الله وإسعاد عشاق التلاوة في مشارق الأرض ومغاربها.