تعددت موهبته الفنيه بين إحساس ووقار القرآن وبين الفن وما لازمه من وقف وإبتداء بإمكانيات صوتيه جبارة وخارقة للعادة، فقد عُرف ببساطة أداءه، ومع ذلك فقد يواجه كل من سولت له نفسه محاكاة ذلك الجبل بصعوبة بالغة تكاد تكون ملحمة مثيرة من أقتراب الصوت أولا من التون الصوتي والنغمي للشيخ الشعشاعي وما يضاهيه من ركوز علي الطبقة النغمية من حيث القرار إلي نهاية الجواب الصعب الذي يؤديه الشيخ بكل سهولة ويسر.
هكذا استولت مدرسته علي شغاف اذن كل موهوب سمعي وحسي، وعندما نتكلم عن فضيلة الشيخ الشعشاعي لابد أن يتكون في إعتبارنا أن الموضوع به صعوبة بالغة من حيث التصنيف والتفصيل وكيفية أسلوبه، بداية من الإستهلال حتي الختام وما تتوسطه فنيات التلاوة بمساحة صوتية عريضة تكون صوته من طراز التينور الأول في حالة وصف الجواب العالي بطبقته المحيرة أثناء مثول طبقته الصوتيه من الأكتاف الأول حتى يصعد إلى الدرجة الثانية في أقل من لحظة.
وكأنك تقف لتتأمل امكانيات هذا الرجل الجبارة ومساحته العريضة التى يصفها الواصفون بالحالة الخاصة التي يستطيع خلالها أن يقرأ دون ميكرفون، ومع ذلك يصل صوته الشجي إلي كافة المستمعين الموجودين فى الشادر، وإن كبرت مساحته حتى تقف مساحته الصوتية الهائلة حاجزاَ بينه وبين أقرانه المقرئين.
وإذا تمعنا جيداً هذه الطريقه التي يقرأ به فضيلة الشيخ الشعشاعي نجد أن هذا الرجل يقرأ بتمكن عجيب وثقة عالية، ورغم حدة صوته فإنه يستطيع أن يحلق بك في سماء كل جواب بركوز علي النغمة حتي في المناطق العالية الصعبة والتي يتعثر أغلب القراء فيها، فيبدوا عليهم علامات النشاز، وبذلك يظل الشيخ الشعشاعي متربع علي عرش الطريقة الفردية في فنون وتلوين الأسلوب النغمي حتي وهو في أعلي جواباته.
أما عن التزامه بالأحكام فهو من أوائل المقرئين الذين تم تصينفهم من قِبل أساتذة أحكام التجويد في براعة استخدام الأحكام القرآنية بطريقة أكثر التزاماً من بعض أقرانه جيله ليصل الشيخ الشعشاعي إلي مرحلة شبه تكاملية من حيث النغم والضبط الصوتي لكل تون مختلف في طبقات صوته العديدة، تزامناً مع اللحاق بركب السابقين الأولين في هذا المجال،،، رحم الله صاحب الفضيلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي.