لا شك وأن عبقريته تخطت حاجز الإنشاد لتذهب بعيداً ليحلق في سماء التلاوة، ليصنع فارق كبير بينه وبين أقرانه في الحقبة الزمنية الثانية لدولة التلاوة، إنه العبقري الفريد الشيخ محمد عمران الذي وضع بصوته بصمة لا يعرفها إلا المميزين، فكلما زادت حدته الصوتية زاد معها بريق الدرجات النغمية، بداية من ديوان ونصف متفرقة، بين قرار ثم جواب ثم قرار أخر من طبقة صعبة الملاذ وصعبة التكهن بها ليعطي أقرانه درس في فن التلاوة، لاسيما أن صوته الطربي جعل بينه وبين منافسيه مسافة كبيرة لم يستطيع أحد منهم الإقتراب منه.
الشيخ محمد عمران صاحب الفضيلة
إنه صاحب الفضيلة الشيخ محمد عمران الذي أثري كثيرامن محبيه بنغم جديد لم يستخدم في التلاوة قبله إلا قليل، ليحيط بهم علماً جديداً في فن وتجويد القرأن الكريم بصوت لامع تعتلي عليه نبرات الخضوع والخشوع بحيث لا يتخلله النقص في الأحكام القرأنية، بما فيها من إلتزام وقواعد رايحه في بدء وانتهاء ومدود وغيرها من الأحكام الازمة والثابتة لتلاوة القرآن.
وإذا ذهبنا إلي الفن الأخر من حياة الشيخ عمران في علم وتفنن الإنشاد فتراه أولا يختار النصوص التضرعية بعناية شديدة يحلق بها في التضرع لرب العالمين تارة، وأخري لمدح خير الأنام بطريقة إعجازية ملازمة لموسيقة بيت هوفن وغيره من النغم الغربي الذي جذب به أسماع المتيمين قبل أن يحير عقولهم بفنه الجديد في هذا الميدان، رحم الله فضيلة الشيخ المتقن محمد عمران وجزاه الله خير الجزاء لما قدمه في خدمة كتاب الله وإسعاد عشاق التلاوة والإنشاد في مشارق الأرض ومغاربها.