ربما غابت الرسالة التعليمية الأساسية، فمن منا ومن جيلنا لم يكن يومًا يحترم حضرة مدرسه أو استاذه، بينما أصبحنا الآن نعيش أزهى عصور الانفلات التعليمي، ومنذ سنوات وحتى الآن، لم يكن هناك تعليمًا يليق بمكانة مصر وتاريخها العريق، على الرغم من أن الرئيس السيسي خصص كافة الإمكانات اللازمة، وأوفرها لـ جميع الأنظمة التعليمية، حتى يتثنى لهم النهوض بمستقبل أمتنا، وإنشاء جيلًا جديدًا قادرًا على حمل المسؤولية.
ولكن ما نراه الآن من مهزلة تحدث، دليلًا حتميًا، على تقصيرًا كبيرًا، يحمل مسؤوليته كلًا من الأسرة والمجتمع وصولًا إلى وزير التعليم، ففي المدارس، قد شوهدت خلال الأيام الأخيرة، مهازل من بينها أن يذهب الطلاب مرتدين حزائًا لكل قدم شكلًا ولون مختلفًا عن الآخر، وظهور أحد المثيرين للجدل صاحب وما أطلق عليه بـ انتش واجري التي يرددها الطلاب أمام مدرسيهم، وآخرون يُلقون بأنفسهم أمام المُدرسين على الأرض وكأنهم غرقى، في استهانة شديدة بالمُعلم، كون الرادع لتلك المهزلة، لم ينص عليه الوزير في قرارته.
يا معالي وزير التعليم، لابد ان نعيد إحياء قيم احترام المُعلم، قبل إحياء المناهج الدراسة والمنظومة التعليمية، التي لطالما كانت جزءًا لا يتجزأ من تكوين الجيل الجديد، يا معالي الوزير إسمح لي أن اطلب منك طلبًا قد يراه البعض من منظور آخر فلا يهمني ذلك، ما يهمني حقًا هو إيصال الصورة على ما هي عليه.
إن الجيل الجديد لابد أن يتعلم كيف يكون جيلًا صالحًا يحمل رايات الوطن في المستقبل، إن جيل النشئ والصغار في مدارسنا يحتاج إلى رعاية تربية، وهو المُسمى لوزارتك قبل أن تكون التعليم، فإن الجيل الصاعد يا معالي الوزير في مهب الريح، لما نشأ عليه من مهرجانات وخزعبلات تلاعبت بأفكارهم وتوجهاتهم.
يا معالي الوزير، إسمح لي أن اخاطبك كـ مواطن مصري، يرى الفئة الأكثر أهمية لدى المجتمع، حتى لا تكون عبئًا كبيرًا على الدولة في المستقبل القريب، إن الجيل الصاعد والذي سيخرج منه أطباء ومهندسون وغيرهم من الاختصاصات الأخرى، تبدأ من مدارسنا، تلك الحضارة التي تستوعب ألاف السنين، لا تسمح لجيل لا يعي أهميتها حق المعرفة، ان يتلاشاها شيئًا فشيئًا بعادات قد أصبحت وصمة في تاريخ تربيتهم.
معالي الوزير أن هذا ليس هجومًا وإنما نُسلط الضوء على ما ينبغي أن يكون قبل فوات الآون، فكل منا في مكانه يؤدي دوره، وفقًا لما يتماشى مع قيمنا وعاداتنا التي أصبحت تندثر مع الصغار، فلم أرى في حياتي قط أحد من آبائنا أو أجدادنا إلا وكان مُقدسًا لمدرسته ومُعلمه .
محمود الديري يكتُب: يا جيل صاعد.. استووا يرحمكم الله فالحب لم يكن يومًا طعنًا بالسكين
محمود الديري يكتب: «المسلمون يقصدون مكة للعبادة .. ومصر للسيادة»
محمود الديري يكتب: الرئيس و عفوه.. «مصر وطن الحرية»
محمود الديري يكتب.. الإصلاح الاقتصادي.. وبناء الإنسان.. «شكرًا فخامة الرئيس»