عندما كنا صغارًا كنا نقف على ناصية الشارع لنلتقي أحبتنا ، بينما اليوم هم يقتلون أحبتهم، مابال الطعنات التي أودت بحياة البريئات في زمن قل فيه الحب وندر، نحن الآن أمام كارثة جيل بأكمله، نشأ على عبده موته والألماني وغيره الكثير والكثير من الأعمال الهابطة، التي تلاعبت بعقولهم ، وراحت ضحاياها أنفسٍ بريئة، نحن اليوم نُطالب باسم الإنسانية ، اجعلوا تلك الأرض المباركة ، أرضًا أمنة ، لا يراق عليها دمِ ولا تزهق عليها روح بريئة .
أما بعد:
جميعنا لدينا شابًا في مقتبل عمره بين أفراد اسرتنا، جميعنا المتهمون وجميعنا مدينون ، مجتمعنا أصبح بعضه ضالًا للطريق، يسعى بين ظلمات الوهم، يعيش أقسى أنواع العذاب ، للذات ولغيرها، بينما أصبحت من الناحية الاخرى ، بعض الأعمال الفنية ، ذات مؤثر شديد الخطورة، يهدد مستقبل أمتنا ، ويهدد السلم في الشارع بين المواطنين وبعضهما.
إذ تربى جيلنا الحديث، على سماع الأغاني والمهرجانات والأفلام الهابطة، التي تلاعبت بتوجهاتهم وأفكارهم، فأصبح الجيل قنبلة موقوتة، لابد من ردعها والوقوف على رأسها حتى تتبع الصراط المستقيم، ومن المنوط بذلك غيرنا ، من المسؤول عن ذلك سوانا ، لابد من وقفة من ابنائنا ، ولابد من عودة الانفاصل الاجتماعي الذي أصبحنا نعيشه ، منذ الطفرة التكنولوجية للهواتف الذكية .
فتشتت الأسر، وأصبح كلًا منهما ممسكًا بهاتفه ، ومستقلًا بذاته ، لا يدري أبًا عن أبنائه شيئًا ، وإلى أين يذهبون ، ولما يستمعون أو يشاهدون ، ففي سابق زمننا ، كنا نجلس مجتمعين في زمن ليس ببعيد، يعرف كلًا منا عن الأخر أكثر مما يعلم عن ذاته.
فـ يا كل أم في كل منزل داخل وطننا، يا كل آب أو أخ أكبر، يا كل عم وخالة وجد وجدة، يا كل كبارنا ، يا كل من هو مسؤول عن ابنائنا ، يا مدارسنا وإعلامنا ، واجهوا ظاهرة العنف ، انشروا بين الشباب الصاعد رسالة الألفة والرحمة، اجعلوا من رسالتكم عملًا طيبًا ، تتوارثة الأجيال ، انتشلوهم من الضياع ، وكنوا لهم عونًا على شر الدنيا ، وشر نفوسهم .
ويا جيل صاعد.. استووا يرحمكم الله