في اللغة العربية، يأتي معنى الرجل التافه، بأنه غير المتزن وقليل العقل والذى لا قيمة لأعماله، والحقير الذى لا طعم له أي عديم النكهة هذا هو التافه عندما يتحدث ويتكلم، فتتضح حقيقته وحقيقة ما بداخله الفارغ الأجوف، وأنه لا قيمة له ولا عمل له يذكر.
والحكمة تقول “أحياناً أعتقد أني تافه لأن تفكيري التافه قد بلغ هذه الدرجة من التفاهة “! بالضبط كده أنا فهمتها بنفس المعنى الذى وصل للقارئ الكريم فقد لاحظت على مدار 24 ساعة يومياً ظاهرة الترند وقد ابتُلينا بشخصيات تجيد التفاهة بجميع اشكالها وكأن شبكات التواصل سوق عكاظ وسوق عكاظ هذا كان يباع فيه البضائع الخمر، والملابس ،والتمر ،والعسل وأيضا مكان للتفاخر، وإلقاء الشعر ، وكان السوق يحتوى على شيء غير مألوف كعرض الفتيات من قبل إبائهن ، والهدف من عرضهن تزويجهن وقد تم هدم سوق عكاظ مع مجيء الإسلام لأنه كان يحمل الفرقة والبغضاء بين الناس وكانت به عادات مجتمعية سيئة حسب أقوال المؤرخين.
هوس الشهرة مرض عصري أصاب الكثيرين بظهور شخصيات مقززة وتافه حتى اصبحنا في ذيل الأمم المتقدمة بعد العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وبعد ان تقدمت علمياً وثقافياً وساهمت بشكل كبير في الفن والاقتصاد والزراعة والصناعة والادب والملاحة والفلسفة والعلوم والتكنولوجيا والفلك والطب من خلال المحافظة والبناء على المساهمات السابقة وبإضافة العديد من اختراعاتهم وابتكاراتهم، وخلق الفلاسفة والشعراء والفنانون والعلماء والأمراء المسلمون ثقافة فريدة من نوعها أثرت بدورها على المجتمعات في كل القارات، ولكن الشعوب العربية انحدرت في مستنقع التخلف والجهل،واصبح للفئات التافه من يروج لهم من خلال المنابر الإعلامية افردت لهم مساحات بالصحف ومنحوا وقتاً كافياً للمشاهدة للتقاط الصور مع هؤلاء المهرجين ملأت المواقع والصفحات بتفاهتهم أمثال كوكسال بابا وغيره.
وامثال “شاروخان الصعيد” الذى ظهر علينا مرتدياً بدله واربع فتيات يغطين وجوههن ورؤوسهن فلا يبدين منهن شيئاً زاعماً انه تم عقد قرانه عليهن وعندما سأل من أين أتيت بالفلوس لتتزوج اربع قال واحد صاحبي في السعودية أرسل لى 100 الف جنية منتهى السخرية والسخافة والتفاهة يشعرك بالاشمئزاز واقل وصف يوصف به أنه مهرج تافه وجد من يروج تفاهته على الناس.
هل هذه عادات وتقاليد الصعيد تزوج البنات بشكل جماعي لشخص واحد ، حقيقة لا اعلم ما الهدف من عرض مثل هذه النماذج ، وما القضية التي يمكن معالجتها من ذلك أنها فوضى أخلاقية مع غياب الوعى؟
بالنهاية أتضح لنا أن الزواج كذب وتهريج سخيف،وترند ماسخ بطله إنسان تافه شاذ فكرياً فارع أجوف للأسف نحن نعيش في عصر الإلهاء الفيلسوف سقراط حين اختال أمامه شخص أنيق المظهر والملبس، متباهيًا بلباسه ومظهره كي يجذب انتباهه، قال له سقراط مقولته الشهيرة: “تكلّم حتّى أراك”. لم يكن قول سقراط إلّا تأكيدًا على أنّ الكلام واجهة العقل ودليل مكنونه وعمق صاحبه، حيث يُعرف المرء من كلامه، فعلا التفاهة لها ناسها. انتظرونا والتفاهة الفيسبوكية.