أكد الرئيس السيسي، أن أمن مصر المائي، أمن قومي عربي، خلال مشاركته في قمة بغداد اليوم، مع نظرائه الأردني والعراقي، وأوضح أن مصر تسعى لدعم أشقائها العرب في القضايا المختلفة.
سواء القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها قضية العرب الأولي، أو الليبية التي طالب فيها إنهاء كافة التدخلات الخارجية، أو السورية التي أكد أن الحل فيها لا يمكن أن يكون عسكريا.
استقبال حافل بالدبكة والمزمار
فبالدبكة العراقية والمزمار استقبل رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدبكة العراقية، بعد وصوله إلى بغداد اليوم، للمشاركة في قمة ثلاثية بين مصر والأردن والعراق ، تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الدول العربية الثلاث، وهي أول زيارة لزعيم مصري منذ حرب الخليج .
ترابط القاهرة وبغداد حكومة وشعبًا
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن زيارته لبغداد هو تجسيد لقوة العلاقات المصرية العراقية وتعكس مدى حرص مصر على دعم العلاقات وتطويرها نحو طرق أوسع لتحقيق وحدة الهدف والمصير .
وأضاف السيسي خلال كلمته في قمة بغداد، “أن ذلك يأتي استكمالا لما تحقق خلال قمتى القاهرة وعمان، نأمل أن تكون بحق تدشيناً لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعياً نحو الانطلاق خلال السنوات القادمة الى مرحلة التنمية”.
كما أكد الرئيس تطلع مصر إلى تطوير التعاون الثنائي مع العراق إلى إطار مستدام من التكامل الاقتصادي والتعاون الاستراتيجي، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة، التي تموج بها المنطقة، فضلاً عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كورونا.
وأكد رئيس الجمهورية، أن مصر تتطلع دومًا على دعم شعوب وحكومات المنطقة العربية، نحو مستقبل أفضل وتنمية شاملة، مؤكدًا حرص مصر الدائم على أمن واستقرار المنطقة.
الموقف العراقي والأردني تجاه سد النهضة
ثمن الرئيس السيسي موقف العراق والأردن في دعم حقوق مصر المائية، على خلفية أزمة سد النهضة، حيث استقبل الرئيس العراقي برهام صالح، صباح اليوم، السيسي، لعقد قمة ثلاثية، بين مصر والعراق والأردن.
وقال السيسي في كلمته، مخاطبا الملك الأردني، االملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء مصطفي الكاظمي، “أود في هذه المناسبة أن أثمن مواقفكما الداعمة لمصر فيما يتعلق بحقوقها المائية وهو الأمر الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي العربي، ويشكل جزءاً من الحقوق المائية العربية بشكل عام”.
وتابع السيسي “وفى هذا الصدد فإن مصر من جانبها تؤيد الحقوق المائية للعراق وللأردن في مواجهة التحديات الماثلة أمامهما، وترى أن الحقوق العربية المائية تعد مكوناً أصيلاً من مكونات الأمن القومي العربي، مما يتطلب التنسيق والتعاون فيما بيننا للحفاظ عليها.”
القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، أن القضية الفلسطينية، هي قضية العرب الأولى، مؤكدًا على ثبات موقف مصر من دعم القضية الفلسطينية.
وقال السيسي,”إن مصر تواصل جهودها في دعم القضية الفلسطينية ذات الأولوية باعتبارها قضية العرب المركزية، عاملة على تثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين والذي نجحت الجهود المصرية في التوصل إليه، وإطلاق جهود السلام مُجدداً وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين”.
موضحا “بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولذلك شهدت القاهرة زخماً خاصاً في الشهور الماضية اتصالاً بهذا الموضوع عبر اجتماعات الجامعة العربية وغيرها”.
وتابع الرئيس “فضلاً عن جهود التقريب بين الأشقاء الفلسطينيين لإتمام المصالحة فيما بينهم صوناً لقدرة الشعب الفلسطيني على استعادة حقوقه عبر وحدته وتضامنه”.
السيسي: نسعى للتوصل لتسوية سياسية في ليبيا
وأوضح السيسي في كلمته بالمؤتمر، فيما يخص الشأن الليبي، قال: “فإن مصر تسعى للتوصل لتسوية سياسية بناء على مخرجات قمة برلين وإعلان القاهرة وقرارات الشرعية الدولية، ودعمت المفاوضات التي تضم كافة الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة”.
وتابع رئيس الجمهورية “وصولاً لاتفاق لجنة الحوار الوطني الليبي في جنيف واختيار رئيس الوزراء ورئيس المجلس الرئاسي ثم تشكيل الحكومة الليبية المؤقتة، وهو ما يشكل في مجمله خطوة هامة على الطريق السليم”.
وعن الوضع الداخلي بالأراضي اليبية، قال السيسي “أننا نؤكد على صعوبة تحقيق الاستقرار المرجو دون إنهاء كافة التدخلات الخارجية في ليبيا، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، مع ضرورة استمرار احترام وقف إطلاق النار، وصولاً للانتخابات الليبية في ديسمبر المقبل.
حل الأزمة السورية: «لا يمكن أن يكون عسكريًا»
أكد الرئيس السيسي، أن حل الأزمة السورية لن يمكن أن يكون عسكريا، مؤكدا أن هناك حاجة للتوصل لحل سياسي يُنهي العمليات العسكرية.
وبخصوص الملف السوري، قال السيسي، “نعيد التأكيد على موقفنا القاضي بعدم إمكانية حل الأزمة السورية عسكرياً، وأن هناك حاجة للتوصل لحل سياسي يُنهي العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية ويحقق المطالب المشروعة للشعب السوري مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة واستقلال الأراضي السورية”.
وأكد السيسي أنه هذه الإجراءات تعمل على “حماية مؤسسات الدولة من الانهيار”، وأضاف “وفي هذا الإطار، تدعم مصر جهود التسوية السياسية للأزمة في إطار عملية جنيف ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وجهود المبعوث الأممي”.