تأتي زيارة الرئيس السيسي، اليوم للعاصمة العراقية بغداد، لعقد اجتماع ثلاثي مع الملك عبد الله، ملك الأردن، الرئيس العراقي برهام صالح، لتعزيز العلاقات بين الثلاثي العلابي، وخاصة العلاقات المصرية- العراقية.
غزو الكويت
وقد دخلت العلاقة بين مصر والعراق في فترة فتور حادة, بعدما عارضت مصر غزو صدام حسين لدولة الكويت عام 1991، إلا أن الرئيس العراقي الأسبق، أصر على موقفه، رغم تنبيه مبارك له بشكل شخصي، ليقرر بعدها الرئيس المصري الأسبق، إرسال قوات عسكرية بتحالف دولي، شمل 24 دولة، كونها مجلس الأمن، لإخراج القوات العراقية من الكويت.
وكشف مبارك خلال لقاء مع الإعلامية الكويتية فجر السعيد، حيث قال “أبلغت صدام حسين بأن قراءته للمشهد الدولي خاطئة ويجب أن يعيد حسابته، وقلت له إن العمل العسكري قادم ضدك لا محالة إذا لم تنسحب، ولكن لم يكن هناك فائدة، ورد عليا من خلال تصريح لوزير إعلامه قال لي أنت خفيف ومش فاهم الوضع”.
لكن تعنت صدام ودخل الكويت، ثم أخرجت قوات التحالف الدولي القوات العراقية، ورفض مبارك دخول القوات الأمريكية للعراق للقبض على صدام، وقال مبارك”عندما كلمني الرئيس الأمريكي قبل نهاية الحرب يأخذ رأيي في دخول قوات التحالف للعراق للقبض على صدام حسين، قولت له لن يدخل جندي مصري للعراق، وإذا أنت أقدمت على هذا ستخسر الدعم العربي، ولذلك تراجع عن هذه الفكرة وانتهت الحرب بتحرير الكويت”.
الغزو الأمريكي
عارضت مصر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث قال وزير الخارجية الأسبق، نبيل فهمى، أن مصر قامت بتحذير الولايات المتحدة الأمريكية من تداعيات غزو العراق على المنطقة وإنتشار ظاهرة الطائفية والإرهاب وتفكك العراق والدول المجاورة لها.
وقال فهمي في تصريحات صحفية سابقة، “كنت وقت غزو العراق سفيرا لمصر لدى واشنطن ــ 1999 إلى 2008 ــ وقمت بإبلاغ الإدارة الأمريكية برسائل من النظام المصرى بعدم غزو العراق لعدم صحة الدوافع التى أطلقتها الولايات المتحدة وبريطانيا لغزو العراق.
وأضاف فهمي، “لم تظهر أية أدلة واضحة على إمتلاك العراق أو سعية لإمتلاك أسلحة الدمار الشامل كما أن تداعيات غزو العراق ستكون كارثية على وحدة العراق وإستقراره وأمن منطقة الشرق الأوسط وهو ما أكدته التطورات التالية لغزو العراق”.
لتسقط العراق في براثن الحرب والاضمحلال، عقب ذلك غياب الدور المصري عن العراق بشكل كبير، ودخلت العلاقات المصرية العراقية في فتور حاد، ومن أبرز الأحداث التي ثبطت هذا الفتور، اختطاف السفير المصري المعين في العراق إيهاب الشريف وقتله في يوليو 2005 من قبل مسلحين مجهولين، مما مثل صدمة عنيفة بين الجانبين.
وقد أدت الأحداث المختلفة إلى غلق السفارة المصرية في بغداد، ليتم إعادة فتحها في عام 2008، بعد غلقها لمدة وصلت إلى 5 سنوات.
ما بعد 30 يونيو
وعقب تولى الرئيس السيسي، زمام الحكم في 2014، توجه لتعميق العلاقات مع الأشقاء العرب، وعلى رأسهم العراق، فقد استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وزير الخارجية سامح شكري على هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي، الذى استضافته العاصمة الفرنسية باريس حول العراق،
في يناير 2015، قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر. خلال الزيارة التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
وأكد العبادي أن السيسي وافق على المشاركة في التحالف الدولي بدور ثانوي، وليس مباشراً، حيث وعده السيسي بدعم استخباري وتزويد الجيش العراقي بالذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط، واعتذر السيسي عن عدم مشاركة قوات مصرية جوية أو برية بالحرب في العراق ضد داعش.
في 31 أكتوبر 2020، أعلنت الحكومة المصرية التوصل إلى توافق مبدئي مع العراق حول إنشاء آلية “النفط مقابل الإعمار”.
جاء ذلك أثناء الجلسة الرئيسية لاجتماعات اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة في بغداد، والتي شارك فيها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ونظيره العراقي مصطفى الكاظمي.