زار الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم العاصمة العراقية بغداد في زيارة هى فريدة من نوعها بعد 3 عقود من الانقطاع والغياب، إذ لم يزر رئيس مصري دولة العراق بعد الزيارة التى قام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عام 1985.
والعلاقة المصرية العراقية تتسم بالشد والجذب منذ سنوات طويلة إذ كانت متأرجحة بين التواصل والانقطاع على مدار عقود من الزمن، فقد شارك العراق في حرب 1973 وكان ثالث أكبر جيش عربي في الحرب بعد الجيش المصري و السوري فساهم بشكل كبير في تحرير سيناء و تحرير هضبة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، بعد ذلك بقيت العلاقات مستقرة
ولكن ساءت العلاقات مرة أخرى بين البلدين إلا أنها عادت غير جيدة بعد زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات لإسرائيل في سنة 1976، كما أنها انقطعت تماما بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في سنة 1979، سائت العلاقات أكثر بعد مساندة مصر من قبل رئيسها حسني مبارك في لإرسال القوات العربية لتحرير الكويت بعد غزو العراق للكويت في سنة 1991، إلا أن العلاقات بين البلدين عادت جزئيا بعد غزو العراق في 2003
كانت البلدان يتمتعان بعلاقات جيدة في أيام نظامهما الملكي وعززت العلاقات بين البلدين بعد حرب 1948 بعد احتلال فلسطين من الصهاينة و الناتو، إلا بعد سنة ثورة 23 يوليو في سنة 1952 وسقوط الحكم الملكي في مصر سائت العلاقات بين البلدين بشكل كبير حيث ساندت مصر حركة القوميين العرب لقلب نظام الحكم الملكي في العراق بعد أن ترأس مصر جمال عبد الناصر الحكم هناك أيضا في سنة 1956 .
وبعد سقوط النظام الملكي في سوريا تم الإتحاد العربي بين مصر و سوريا وتم تأسيس الجمهورية العربية المتحدة، فرد العراق بالإتحاد مع الأردن وتكوين الاتحاد الهاشمي العربي برئاسة نوري السعيد.
مبارك آخر رئيس مصري يزور العراق عام 1985
تحدث الرئيس الأسبق حسني مبارك، عن ما دار بينه والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل الغزو العراقي للكويت عام 1985 .
وقال مبارك إن صدام حسين “استمر يصعد في لهجته لحد لما جاءت معلومات مؤكدة في أواخر شهر يوليو أن العراق حشد قوات على الحدود وأنها لا تبدو من حجمها وتمركزها أنها قوات دفاعية”.
وتابع مبارك “قررت على الفور زيارة العراق عشان أقعد مع صدام ونهدي الأمور.. روحت العراق يوم الثلاثاء 24 يوليو.. وجاني سعود الفيصل مبعوثا من الملك فهد في السادسة صباحا في المطار عشان يتشاور معي قبل لقائي مع صدام.. أقلعت في السابعة صباحا ووصلت العراق وقعدت مع صدام وطارق عزيز وآخرين حوالي 5 ساعات.. استمر في الشكوى من الكويت.. وقلت له أي مشاكل تحل بالحوار الهادئ بعيدا عن التصريحات والتراشق الإعلامي والتهديد.. وسألته تحديدا عن نيته مع تواجد قواته على حدود الكويت.. فقال لي إنه لا ينوي الاعتداء على الكويت بس أضاف لا تقول لهم كده.. استغربت من كلامه ده وعاودت سؤاله عن نيته ونحن نجلس سويا بدون أعضاء الوفدين.. أكد ليه انه لن يعتدي”.
مبارك: أبلغنا بضرورة عقد لقاء بين الكويت والعراق
وأكد مبارك في حواره مع الإعلامية فجر السعيد، والذي نشر بجريدة الأنباء الكويتية، أنه اقترح ضرورة عقد لقاء بين العراق والكويت وقال: قلت له (أي صدام حسين) أنا حروح الكويت والسعودية وحبلغه بمقترحات لترتيب لقاء للحوار يوم الأحد 29 يوليو في السعودية”.
ويضيف مبارك في حديثه:”بعدما أقلعت في اتجاهي للكويت أُبلغت وأنا في الطيارة بتصريح صحفي من طارق عزيز بعد مغادرتي على الفور يقول فيه إنهم عقدوا لقاءات مطولة معي لمناقشة العلاقات الثنائية.. الشك زاد اكثر.. ثنائية إيه؟ هو أنا جايلكم من الفجر عشان أناقش العلاقات الثنائية.. وصلت الكويت وقابلت الشيخ جابر في المطار.. وقلت له إن صدام قالي بوضوح أنه مش حيقوم بأي عمل عسكري.. بس قولت للشيخ جابر أيضا انه لازم تأخذ احتياطات لأن صدام مراوغ.. وقلت له أنا على استعداد أبعت أي مساعدات دفاعية تطلبها الكويت.. وفي نفس الوقت قلت له أنا طالع على السعودية عشان أتشاور مع الملك فهد على عقد لقاء يجمع الكويت والعراق والسعودية لتهدئة الأمور.. واقترحت للشيخ جابر أن يحضر ولي العهد الشيخ سعد هذا اللقاء”.
وقال مبارك إنه أبلغ صباح يوم الغزو، حيث كان في برج العرب، بما قام به صدام حسين من غزو للكويت “أُبلغت بالغزو فجر 2 أغسطس.. وكانت صدمة.. وكان عندي الشيخ زايد وعاد إلى أبوظبي بطائرة الرئاسة المصرية.. تخوفاً من ضرب صدام لطائرته!”.
الرئاسة: زيارة السيسي لـ العراق هي الأولى من نوعها منذ 30 عامًا