قال الدكتور سعيد الزغبي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, أن رفض الولايات المتحدة منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة, من خلال استخدام حق “الفيتو”, يأتي لعدم رغبتها في ممارسة الدولة الفلسطينية سلطاتها بالمنطقة.
الضرائب الفلسطينية
وتابع الزغبي, في تصريحات خاصة لموقع أوان مصر, أن إسرائيل تحصل على 65% من قيمة الضرائب التي تحصلها السلطة الفلسطينية, ومنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة يقلل من الواردات الإسرائيلية ويحرمها من النسبة التي كانت تحصل عليها من الضرائب الفلسطينية.
أكثر من 51% من جماعات الضغط بالكونجرس الأمريكي هي جماعات يهودية
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: لا تستطيع الولايات المتحدة الإعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها العضوية الكاملة بالأمم المتحدة, لأن أكثر من 51% من جماعات الضغط بالكونجرس الأمريكي هي جماعات يهودية, أو تميل للصهيونية المسيحية.
وأردف أن تلك الجماعات تميل إلى حصول إسرائيل على كامل الأراضي المقدسة, من النيل إلى الفرات, التي من ضمنها أراضي الدولة الفلسطينية, وفقا لما جاء بالطوراة على حد اعتقادهم.
وأكد الزغبي أن الولايات المتحدة لا تستطيع الإعتراف الكامل بدولة فلسطين, لكون الأمر عقائدي وهي بذلك لا تنمي العقيدة الدينية اليهودية, مشيرا إلى اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين, في تسعينيات القرن الماضي, لتخليه عن بعض الأراضي الإسرائيلية لصالح الفلسطينيين والسوريين.
العقيدة اليهودية
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن العقيدة اليهودية على حد زعم إسرائيل, بها عقد بموجبه, ينزل المسيح المنتظر إلى الأرض, بعدما تحصل الدولة العبرية على كامل الأرض المنصوص عليها بالطوراة, ويصبح العالم بأكمله في أمان, لبداية عهد يطلق عليه العصر الألفي السعيد.
العصر الألفي السعيد
وأشار الزغبي إلى أن الولايات المتحدة تناصر إسرائيل بشدة, للوصول إلى أهدافهم, حتى ينزل المسيح المخلص إلى الأرض, ويبدأ بذلك العصر الألفي السعيد, وهو 1000 سنة من الأمن والأمان والسلام وإنعدام الحروب والنزاعات, لافتا إلى دراسة أجراها مركز راند الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والسياسية, عن سر الدعم الأمريكي للدولة العبرية, خاصة في الحرب الأخيرة, والتي أكدت نتائجها أن الولايات المتحدة تساعد تل أبيب من أجل الوصول إلى العصر الألفي السعيد.
القرار رقم 181 لسنة 1948
وعن ثالث أسباب رفض الولايات المتحدة منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة, قال الزغبي أن واشنطن ترغب في أن يظل الشعب والسلطة الفلسطينية مقحمين في الفقر والنزاعات, حتى لا يتمكنوا من الحصول على حقوقه المنصوص عليها عام 1967.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية, أن القرار رقم 181 لسنة 1948, الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقسيم الأراضي بين الدولة الفلسطينية واليهودية, ينص على منح الدولة اليهودية (إسرائيل) 55% من الأراضي الفلسطينية, نظير منح فلسطين 45% من أراضيها.
وشدد الزغبي على أن هذا التقسيم ليس عادلا, بل وإستمرت إسرائيل في التوسع بالأراضي الفلسطينية, حتى حصلت على نسبة 78% من الأراضي الفلسطينية, نظير 22% من الأراضي لصالح فلسطين, مشيرا إلى اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الإسرائيلية منذ القرار الصادر سنة 1948, ورفضه الاعتراف بالدولة الفلسطينية, بالرغم من أن نفس القرار الذي منح إسرائيل الأراضي, هو نفسه من منح فلسطين مساحة من الأراضي.
الولايات المتحدة تخشى المنطقة العربية
وأكد أن التوسع الجيوسياسي التي تشهده المنطقة, يأتي رغبةً من الولايات المتحدة, فهي تريد توسيع دائرة الصراع ودخول جميع الأطراف المحيطة في الحرب, مشيرا إلى التدخل اليمني اللبناني الأردني المصري الإيراني.
ولفت الزغبي في حديثه لأوان مصر, أن الولايات المتحدة تخشى المنطقة العربية والشرق الأوسط, لذا فهي دائما تعمل على تأجيج الصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية بالمنطقة, مستشهدا بما قامت به الولايات المتحدة من حرب مدمرة مع العراق عام 2003, مؤكدا أن الولايات المتحدة تشعل فتيل النزاعات السياسية والعسكرية والاقتصادية, بالمناطق التي تخشاها.
وقال الزغبي أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة, يسهل عليها كثيرا الحصول على أراضيها بحدود ما قبل عام 1967, مؤكدا أن هذا ما ترفضه الولايات المتحدة وإسرائيل.
ازدواجية المعايير الأمريكية
وقال الزغبي, أن الإزدواجية الأمريكية في المعايير بشأن التعامل مع الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة أمر مطلوب في الحروب, فبالرغم من دعم بايدن لإسرائيل بمليارات الدولارات والأسلحة والذخيرة, إلا أنه يطالب بفتح المعابر وإدخال المساعدات, حتى لا يظهره التاريخ بصورة لا يريد أن يظهر بها.
ترامب
وحذر الدكتور سعيد الزغبي, من تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية, مشيرا إلى دعمه الشديد للدولة العبرية, لافتا إلى ما قام به عام 2017, من الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وشدد الزغبي على أنه وفي حالة تولي ترامب الرئاسة الأمريكية, فنحن بذلك سننتقل من السيء للأسوأ.
عملية اجتياح رفح
وفي حديثه عن عملية اجتياح رفح, التي تنوي قوات الاحتلال القيام بها, قال الزغبي, أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, أدلى بتصريحات مسبقا, موفدها أنه لا يريد القيام بعملية عسكرية موسعة بمدينة رفح الفلسطينية, حتى لا يضع مصر في موقف محرج.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, أنه في حالة قيام الجيش الإسرائيلي باجتياح رفح وتشكيل تهديد على الأمن القومي المصري, ستكون العواقب أكبر مما يتحملها نتنياهو, فهو لا يريد أن تعلق معاهدة السلام وهو أمر كبير يجب الوقوف أمامه, ولا يريد أن يخسر أكبر وأهم دولة أجرى معها معاهدة سلام في المنطقة.
وأكد أنه في حالة دخول مصر المعركة فهي لن تكون مثل إيران, فالرد المصري سيكون على قدر قوته وثقله العسكري في المنطقة, فلا يجب أن ننسا أن الجيش المصري هو الأقوى بالمنطقة والشرق الأوسط.