قال الدكتور سعيد الزغبي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, أن قرار مجلس الأمن رقم 2728 الذي يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار هو قرار ليس دائم, فهو نص على وقف إطلاق النار بقطاع غزة طوال أيام شهر رمضان, على عكس ما كنا نطمح, فنحن نريد وقف دائم مستدام لإطلاق النار بالقطاع.
وتابع الزغبي, في تصريحات خاصة لموقع أوان مصر: نحن نقف أمام عدو غاشم يتحرك بطريقة عشوائية, لافتا إلى وجود تضاد في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية منذ بداية العام الحالي 2024.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية: العالم أجمع أصبح ينبذ ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بقطاع غزة وفلسطين كلها.
وأردف: كنا نريد قرار دائم ومستدام من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار بقطاع غزة, لا قرار مؤقط طوال أيام شهر رمضان, موضحا أن إسرائيل لا توجد نية لها تؤكد احترامها وتنفيذها لقرار مجلس الأمن: رأينا تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي وكذلك وزير المالية ورئيس الوزراء, وجميعها تندد بقرار وقف إطلاق النار, نتنياهو أكد عدم اعترافه بهذا القرار وأنه ماضي في عمليته العسكرية حتى يقضي على آخر فرد في حماس.
عقوبات مجلس الأمن
وأكد الزغبي, أن هناك حزمة من القرارات التي من الممكن أن يتخذها مجلس الأمن, في حالة عدم تنفيذ إسرائيل للقرار, وهو فرض حصار جوي بري بحري واقتصادي على الدول التي تخالف قرارات مجلس الأمن, وفقا لما نصت عليه المادة 41 و42 بالفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة.
وأكمل: من الممكن أن يلتزم نتنياهو بقرار مجلس الأمن حتى نهاية شهر رمضان, إلا أنه سيعاود الهجوم على غزة مجددا, للقضاء على آخر فرد في حماس بمنطقة رفح, بالرغم من أنه لا يقضي سوى على مباني لا علاقة لها بحماس.
عقوبات أمريكية تنتظر إسرائيل
وشدد أستاذ العلوم السياسية, على احتمالية فرض الولايات المتحدة عقوبات على إسرائيل في حالة عدم امتثالها لقرار مجلس الأمن, حيث قال: نحن لا نتحدث عن أشخاص, نحن أمام ميثاق وقانون دولي, يعاقب كل من يرفض الامتثال لقوانين مجلس الأمن بغض النظر عن هويته, فوفقا للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة فسيتم فرض حصار اقتصادي على تلك الدولة, وإذا ظلت على موقفها يتم تفعيل المادة 42 والتي تسمح بشن هجوم جوي على هذه الدولة.
سبب تدهور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
وأوضح الدكتور سعيد الزغبي, سبب تدهور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية, حيث أرجع ذلك إلى اللحظة التي تحدث فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مبدأ حل الدولتين, في يناير من العام الحالي, الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جملة وتفصيلا.
واسترسل أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس: أضف إلى ذلك الإنتخابات الرئاسية الأمريكية التي يقبل عليها بايدن, فهي جعلته بشكل أو بآخر يشعر بمعاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة, خاصة بعد تسليط الإعلام الأمريكي الضوء على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة, الأمر الذي قد يجعل هناك رفض شعبي لبايدن في الفترة القادمة, وهذا ما لا يريده الرئيس الأمريكي الحالي, فهو بالطبع يريد الفوز بمقعد رئاسة الولايات المتحدة.
وأشار الزغبي إلى دعم الاتحاد الأوروبي لقرار وقف إطلاق النار ومعارضة ما ترتكبه إسرائيل من مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية العام الحالي, لافتا إلى التحذيرات الفرنسية لإسرائيل, بشأن التوسع الجيوسياسي لهذه الحرب, فالاتحاد الأوروبي يخشى من توسع الحرب جنوب لبنان, فقوات حفظ السلام المتواجدة أكثر من نصف قواتها من الاتحاد الأوروبي وفرنسا, وبالتأكيد تخشى تلك الدول من اندلاع حرب هناك ودخول حزب الله اللبناني الذي يمتلك آليات عسكرية وصواريخ بالستية أقوى من حماس, الأمر الذي يشكل خطرا على أرواح الجنود والضباط الأوروبيين, بالإضافة إلى خوفهم مما ترتكبه جماعة الحوثيين بالبحر الأحمر, من قطع الطريق على السفن التجارية, الأمر الذي يهدد مصالح الاتحاد.
قضية التهجير
واختتم الدكتور سعيد الزغبي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس, تصريحاته مؤكدا أن موقف مصر تجاه تلك القضية ثابت ولا يتغير, فالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لا يترك محفل دولي يشارك فيه إلا ويتحدث عن التهجير ومقف مصر الرافض له.