ثورة 23 يوليو.. الجميع يعرف أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان زعيم الأمة وعقلها المدبر في إنهاء الحكم الاستبدادي الملكي لمصر، فما أشبه الليلة بالبارحة!! أما الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الحالي، الذي يركض نحو النمو والتحضر والازدها الاقتصادي، بدأ مشروعه بإنهاء حكم مصر من أيدى المغتصبون المتأسلمون تحت عباءة الإسلام والدين.
الرئيسان كفتان لميزان الإصلاح، والذان استردا الوطن وخلاصاه من الاستبداد، كلاهما محبوبان من الأجيال الحالية والسابقة، الرئيس عبد الناصر كان القائد والعقل المدبر لمجموعة الضباط الأحرار، والسيسي كان العقل المدبر والمفكر للمجلس العسكري أثناء حكم الإخوان المحظورة.
الرئيس عبد الناصر قضى على الإقطاع و هو إعادة توزيع ملكية الأراضي الزراعية، بحد أقصى 200 فدان للفرد، وجاء عيد الفلاح المصري في اليوم الذي صدر فيه قانون الإصلاح الزراعي بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، أما السيسي فأطلق مشروع حياة كريمة للفقراء والمحتاجين في قرى مصر.
الرئيس عبد الناصر عمل على إعادة تسليح الجيش المصري بداية توليه مقاليد الحكم وعمل على توية الروابط المصرية – الروسية (الاتحاد السوفيتي حينها)، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت الحليف الأول لإسرائيل والعدو اللدود لروسيا، أما الرئيس السيسي فجاء في وضع مختلف عسكريا فلا حرب ولا أسلحة ولكنه اهتم أيضا بالتسليح العسكري؛ حتى نكون بمأمن من غدر الكارهين لمصر وأصبح مصر تحتل المرتبة الـ 11 بين أقوى جيوش العالم في كافة الأسلحة برا وبحرا وجوا.
الرئيس السيسي ولد عام 1952 وقامت الثورة عام 1954 وتخرج من الكلية الحربية عام 1977، أي بعد حرب أكتوبر المجيدة بـ 4 أعوام فقط، وعاصر في شبابه أحداث نكسة 1967 وتدمير المطارات الحربية المصرية من قبل العدوان، واكتسابه العديد من مهارات القيادة الناصرية والسادات للجيش.
عبد الناصر بداية حكمه عمل على التخلص من بذرة الشر التي أرادت الاشتراك في قطعة الحلوى وهي «حكم مصر»، بعد ما اصطدم عقل عبد الناصر بفكر حسن الهضيبي الذي عارضه في الحد الأقصى لتمليك الأرض الزراعية بواقع 500 فدانا للفرد، وإنشاء هيئة التحرير بجانب جماعة الإخوان، ثم إقرار عبد الناصر حل الجماعة، يقابله أيضا الرئيس السيسي الذي حضر آخر خطاب للراحل محمد مرسي الذي قال فيه عبارته الشهيرة «الشرعية»، وتم عزل الراحل من الحكم بعد نداء جموع المصريين في ميادين مصر بالتخلص من الجماعة التي أرادت تقسيم البلاد إلى دويلات.
والآن.. تعيش مصر مرحلة هامة من مراحل الحكم الجمهوري والتطوير والتنمية الاقتصادية بقيادة الرئيس السيسي، حياة كريمة والعاصمة الإدارية والعمالة غير المنتظمة وحق المرآة في العمل والحياة العامة، والاعتماد على الشباب والصناعة المحلية وتشغيل الأيدي العاملة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.. كل هذا وأكثر بدا واضحا في خطة ورؤية مصر 2030 التي تخطط لها الحكومة.. وأملنا أن تسير مصر على كافة الأوجه الداخلية والخارجية متقدمة ومزدهرة.. عاشت مصر حرة.