تعتبر نفقة الزوجية هى من أهم أثار الزواج الصحيح و تجد أصلها الشرعى فى أيات كتاب الله العزيز بسورة الطلاق (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ﴾(الطلاق:6).
كما تجد أصلها الشرعى أيضآ فى أحاديث سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام عن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال في خطبته في حجة الوداع:(فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتن فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ).
كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:(دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك)
و لأستحقاق الزوجة لنفقة الزوجية ثلاث شروط هى :
أن يكون عقد الزواج صحيحآ و أن تكون الزوجة صالحة لتحقيق مقصود الزواج منها و دخول الزوجة فى منزل الزوجية أو الأحتباس .
و على ذلك فإذا لم يتحقق أحد هذه الشروط فلا نفقة للزوجة .
و للزوجة فى حالة إمتناع الزوج عن الأنفاق عليها أن ترفع الأمر إلى القضاء لتقرير نفقتها .
و هناك وفقآ للقانون خمسة أنواع لنفقة الزوجة و هى :
نفقة الطعام و الشراب و نفقة الملبس أو الكسوة و نفقة المسكن و نفقة الخادم و نفقة مصاريف العلاج .
و الشرط الجوهرى فى تحديد كافة هذه النفقات هو دخل الزوج و الذى على أساسه يحدد القاضى مقدار النفقة .
و الحقيقة أن هناك العديد من المشكلات التى تثور عند مناقشتنا لنفقة الزوجية و نبدأ اليوم فى الكتابة عن أولى هذه المشاكل و هى طول فترة التقاضى لحين صدور حكم للزوجة بالنفقة المقررة لها و تنفيذه و التى تصل فى بعض الأحيان لما يقارب السنة و هو الأمر الذى يترتب عليه مضارة كبيرة للزوجة و هو فى الحقيقة ضرر لا يمكن إزالته و قد وضع المشرع المصرى لإزالة هذا الضرر حلآ مناسبآ و هو قيام القاضى بتقدير نفقة مؤقتة للزوجة لحين صدور حكم قضائى لها بالنفقة و إقتضائه .
و فى الحقيقة فإنه على الرغم من مسلك المشرع المحمود فى هذا الشأن إلا أن الواقع العملى يندر فيه قيام القاضى بذلك حيث أن الأتجاه العام للقضاء يندر فيه تطبيق النفقة المؤقتة للزوجة و هو الأمر الذى أصبح يمثل إتجاهآ حقيقيآ للقضاء فى هذا الشأن و هو أمر لا أجد له ما يبرره قانونآ و لا واقعآ .
و للحديث بقية طالما فى العمر بقية