كتبت – سماح عثمان
بقع بيضاء على أجسادهم بمرض غير مُعدي ولكنه ترك أثرا في نفوسهم قبل وجوههم، أخفوها بالمكياج ولكنهم لم يستطيعوا إخفاءها من داخلهم فهي أفقدتهم الثقة بأنفسهم، مرضى البهاق عانوا من مرض غير ملامحهم ولكن المعاناة الأكبر في عدم تقبل المجتمع لهم، قصة إلا أنا من مسلسل لازم أعيش الذي يعرض حاليا تناول تلك القضية الهامة من تقبل المجتمع لمرضى البهاق ومدى التنمر والعنصرية التي يتعرضون لها، وتأثيرها الصحي والنفسي على الشخص المصاب بالإضافة للعائلة التي تعاني كذلك بشكل أو بآخر، ولقى العمل استحسان أغلب المشاهدين، لتناوله قضية إنسانية.
وفي ظل هذه المعاناة يبحث المرضى عن قشة تنقذهم من الغرق ولكن هناك طامعون يبحثون عن الثراء والمال فيلعبوا على نقطة ال7غععضعف فيحدثوا كارثة من الكوارث الطبية التي تحدث يومياً لمرضى بدعوى علاجهم من الأمراض المزمنة، ألا وهى حقن الحديد التي تستخدمها المراكز الطبية المشبوهه لمرضى البهاق بدعوى علاجهم من المرض، إلا أن هذه الحقن تتسبب في النهاية بإصابتهم بحروق وجروح خطيرة يصعب علاجها في المدى الطويل، فيخرج المريض المصاب بالبهاق في النهاية بمرضى جلدي خطير يلازمه طوال حياته
حصلت على الحقنة وتحول جلدي للون الأسود
أحمد مصطفى احد مرضى البهاق قال، أنه مريض بهاق منذ 10 سنوات، وكان يأخذ علاج ومضادات حيوية، وبعض المراهم التي تعالج البهاق، وبعد أن شاهد على شاشات التلفاز عمليات حقن مرضى البهاق بهذه الحقن، حاولت أن اتواصل مع هذه المراكز من خلال أرقام الهواتف المتواجدة على الشاشة، وبعد أن توصلت إليهم وذهبت إلى المراكز الخاصة بهم قمت بدفع مبلغ 700 جنيه للجلسة الواحدة، وتم حقنى بالمادة التي اخبروني بها أنها حديد، وبعد أن أخذت هذه المادة تغير لون الجلد للون الاسود، وحاليا أعانى من مشاكل جلدية ، حيث أن شكل جلدي مكان المرض اصبح شيء مقزز، واضطررت إلى تغطية يدي حتى لا يراها احد .
أما صفاء ابو السعود أحدى السيدات المصابين بمرض البهاق قالت، أنها تعانى من هذا المرض منذ عدة سنوات، وبعد أن شاهدت هذه الاعلانات على شاشات التلفاز دفعها حلم العلاج من هذا المرض إلى الذهاب لعناوين المراكز المذكورة، وبعد أن ذهبت إلى هناك فوجئت أن هذه المراكز تحدد أسعار جزافية بدعوى أن هذا العلاج يتكون من مادة الحديد ويقضى على مرض البهاق نهائياً.
وقالت، بعد أن أخذت هذه الحقنة تحول لون الجزء المصاب بيدها بمرض البهاق إلى اللون الأسود، وبعدها بعدة اسابيع اكتشفت أن هذا اللون لم يذهب، مشيرة إلى أن الاطباء أخبروها أن لون يدها سيتغير للون الأسود لعدة اسابيع، وبعدها سيعود للون الجلد الطبيعي، وهذا لم يحدث.
استشاري أمراض جلدية: مراكز مشبوهة تقوم بإيهام مرضى البهاق
كشف الدكتور أحمد عبد السميع أستشاري أمراض الجلدية بالقصر العيني، أن هناك مراكز مشبوهة تقوم بإيهام مرضى البهاق بأن هناك حقن حديد لعلاج المرضى.
وقال عبد السميع في تصريح لــ”أوان مصر“، إلى أن أطباء الجلدية في مصر من المستشفيات والمراكز التي تقوم بحقن الحديد او أيا ما يسمونه تحت الجلد لمرضى البهاق تقوم هذه المراكز بحقن المرضى بحقن صبغة وتتكون من مواد حديد، وهذه الحقن خطيرة للغاية على المرضى لعدة أسباب منها أن هذا إجراء غير طبي وغير مصرح به و يعتبر نوع من أنواع النصب والتدليس، حيث أن هذه الحقن لا تحتوي على صبغة جلدية، وإنما لون الحديد الداكن، وبعد حقن الحديد يحدث له عملية اكسدة مما يؤدي لتحوله إلى اللون الأسود أو الأزرق الداكن مما يؤدي إلى اختلاف درجات اللون.
وأضاف عبد السميع، أن الحديد المؤكسد مواد شديدة الخطورة على الجلد ، حيث تؤدي إلى تهيج شديد وحساسية بالجلد و ينتهي الأمر إلى حدوث تقرحات وإلتهابات مزمنة بالجلد لا يمكن علاجها، موضحاً إلى أن مرض البهاق لا يمكن علاجه لأنه بعد تأكسد الحديد لا يقوم الجلد بامتصاصه وانما يترسب بالأنسجة.
وحذر عبد السميع، من التعامل مع المستشفيات والمراكز التي تظهر على شاشات التلفاز، وجميع المستشفيات التي تدار من اشخاص غير مؤهلين طبيا و ليسوا خريجي طب من الأساس فضلا عن قيامهم بهذه الممارسات غير الادمية.