تحقيق – سماح عثمان
كانت سميرة تجلس أمام التلفاز وتفتح قنوات الطبخ ولكن تركيزها كان في اتجاه آخر، كانت تشعر بضيق إثر مشاجرة مع زوجها بسبب مصروف البيت، فقررت فتح أحدى الجروبات النسائية المنشأة على “فيسبوك” لتقرأ مايكتبونه فتشجعت لكتابة مشكلتها من أجل الفضفضة والبحث عن حل ولكنها فوجئت بأن الأغلبية يحرضونها على طلب الطلاق، حتى اقتنعت بمقترحاتهم ومن هنا قررت طلبت الطلاق من زوجها.
فالمرأة بطبيعتها لاتستطيع الكتمان ودائما ماتلجأ لوالدتها أو صديقتها للحديث معها، ولكن مؤخرا ظهرت البرامج والجمعيات النسائية وأيضا المجموعات التي تجمع أكبر عدد من البنات، وهن أبعد بكثير عن أجواء المشكلة وتطوراتها وبالتالي يحكمون على الأمر من طرف واحد ويصبح الطلاق هو النتيجة.
قصص الإنفصال بطلها نصائح “الفيس بوك”
قالت “م.ح” 32 عاما كنت أعيش حياة عادية بها مشاكل طبيعية وكنا نتصالح وتمر الأمور كأن لم تكن، وذات يوم كانت المشكلة أكبر من طاقة تحملي وتركنى زوجي بالأيام دون أن يراضيني فقررت التحدث في أحدى المجموعات على وسائل التواصل الإجتماعي.
وقالت، نصحونى البنات بطلب الطلاق وجعلوا مشاعري الغاضبة تشتعل ضد زوجى لأنه تركنى بالأيام وأننى “مش فارقة معاه” فقمت بطلب الطلاق بسبب نصيحة أخذتها من أناس غرباء وقمت بترك المنزل حتى ينفذ طلبي والآن أشعر بالندم لترك زوجي فكيف أنصت لتلك النصائح الخرابة للبيوت، قررت بعد تلك المشكلة ألا أخبر أحد بأسرار بيتي إلا لصديقة مقربة أو شقيقتي فقط، فمجموعات السوشيال ميديا بؤر تخرج منها الفساد .
فيما روت “س.أ” 22 عاما قصتها أن أحد الأثرياء العرب طلب أن يتزوجها وتعيش هى في مصر ويسافر هو لعمله ويأتى لها أجازة كل 6 أشهر ملبيا لها كل رغباتها المادية من شراء سيارة فارهة وشقة في منطقة راقية وإعطاءها مصروف شهري بالعملة الأجنبية، فقررت أن تروى قصتها لأحدى ناشطات الجمعيات النسوية وقالت لها أن توافق لأن الأحوال المعيشية صعبة وهى تحتاج لمصاريف كي تعيش حياتها وتلبي طموحها مستخدمة أسلوب ساخر وهو أن البنات تبحث عن الثري العربي.
وشجعتها الناشطة على قبول الزواج منه، وبالفعل وافقت وذهبت للسؤال عنه في سفارة بلده وعن سيرته وعمله واكتشفت أنه متزوج ويريد أن مني زواج متعة فقط ولا ينجب أولاد ، واتضح لي أنها لم تغير رأيها وتشجعنى على الزواج من أجل المال بغرض أننى أعيش حياتي وأحقق طموحاتى وأن تكوين أسرة سيقيد من طموحي وغير مفيد ، فكيف أنها عضو في جمعية تدافع عن حقوق المرأة وهى أول من يضيعها من أجل المال.
ومن ناحيتها قالت”ي. م” 27 عاما، أن زوجي هو أكبر أخوته وهو المسئول عنهم وأنا على علم بهذا الوضع ولكن حماتى شديدة الطباع، كل حديثها أوامر لارجعة فيه، وزوجي وأخوته لايعصون لها أمرا.
وتقول أنا كنت مدللة في بيت أبي ومسألة أوامر حماتي صعب عليَ تحملها، ولا كنت أعرف كيف أتصرف معها فلجأت لعرض مشكلتي على أحد الجروبات على “السوشيال ميديا” لأبحث عن حل يرضي جميع الأطراف ” أنا وزوجي وحماتي” ولكن وجدت تحريضات على معصية أوامرها والظهور بمظهر القوة امامها حتى لاتعتاد على ذلك ولا أصبح جارية عندها ، فزوجة الابن تقتنع بنصيحة رفيقة السوء ومن ثم الكارثة عندما يعلم الابن ما تقوم به الزوجة بأمه فيحدث الطلاق وخراب البيوت ومن ثم تلجأ الزوجة إلى الاستماع لحديث من هم لايعلمون طباعي ولا طباع زوجي ومن ثم وجدت نفسي في طريق الضياع فزوجى لا يرضى أن تهان أمه مقابل أن يراضيني، ووجدت علاقتي بدأت في التدهور واتهمنى بأننى غير بارة بوالديَ لأننى أريد معصية والدته .
الرجال: النساء تخرب على نفسها بسبب الكلام الكتير
ومن ناحية الرجال استطلعنا بعض أراءهم..علق صالح محمد قائلا: لو كل زوجين عاشوا في جزيرة لحالهم كان صارت نسبة الطلاق صفر…المجتمع الإنثوي عندنا يعطون لأنفسهم الحق في التطفل على البيوت المستوره وتجاوز الخصوصيات بمساندة من المرأة نفسها اللي تسمع للأخرين وتكشف أسرار بيتها وتعمل بإستشارات النساء أعطت الأخرين الفرصة الكاملة في خراب بيتها.
وقال يوسف “بعض النساء تقوم بالتخريب على صديقتها إما لغيرة اولحقد لذلك الابتعاد عن افشاء المشاكل الزوجيه افضل، وطالما اجتمعن النساء في مجلس فلنقل وداعا للاستقرار الأسري لأنهن ساذجات يفشون أسرار حياتهن الزوجية بكل سهولة”
250 حالة طلاق في اليوم .. ومصر الأولى عالميا
أظهرت بيانات حديثة حول إحصاءات الطلاق في مصر، أن المعدلات بلغت أعلى معدلاتها على الإطلاق منذ أكثر من نصف قرن، حيث انتهى الجهاز من إعداد دراسة لقياس مدى انتشار ظاهرة الطلاق في مصر.
ووفقا للإحصاءات والبيانات الرسمية، فى بداية العام الجارى، فإن حالة طلاق واحدة تحدث كل 4 دقائق، ومجمل الحالات على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة، لا تزيد مدة الزواج فى بعض الحالات أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، إذ تشهد محاكم الأسرة طوابير طويلة من السيدات المتزوجات والراغبات فى اتخاذ قرار الطلاق، بلجوئهن إلى المحكمة المتخصصة فى الأحوال الشخصية.