نعيش هذه الأيام حالة من الحزن تسيطر على عقولنا وحياتنا كلها مما نشاهده من أحداث مؤسفة يعيشها الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة خاصًة جراء الحرب الدائرة هناك لقطع شجرة الزيتون.
العروبة.. كلمة أصبحت بلا معنى وبلا هوية وكلًا يغني على ليلاه فلا توجد كلمة موحدة أو تحرك موحد، بل ان العرب يعيشون حاليًا في مرحلة جُبن ستكون وصمة عار على جبينهم بعد التخاذل الذي تعيشه الحكومات والشعوب حاليًا.
تحاول مصر ومعها بعض الوطنيين الحفاظ على القضية الفلسطينية وعدم تركها كما فعل أغلب العرب، خوفًا على مصالحهم ومشاريعهم في دول أوروبا، وخوفًا على الكراسي التي يجلسون عليها من الضياع.
ماذا يحدث بين العرب؟ ولماذا هذا التشرذم الواضح ولماذا هذه الانانية وعدم توحيد الكلمة في وجه كيان أقل ما يقال عنه أنه لقيط، فلا يُعقل أن يكون ابن حلال أو شرعي ويفعل هذا كله فدائمًا نجد أن هناك فرقًا شاسعًا بين ابن الحرام وابن الحلال فـ شتان بينهما في التعامل.
قمم العرب.. وعنجهية النتن ياهو
يدعو زعماء العرب والدول الإسلامية كل أسبوع إلى قمة عاجلة (لا أدري أين العجلة في ذلك).. والقمم تتمخض وتلد فأرًا، لا يستطيع حتى اقناع العالم بالقضية الفلسطينية وأحقية الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، فهناك دول عربية بدأت بالفعل مراحل متقدمة مع هذا الكيان اللقيط في وأد القضية الفلسطينية بل ومحوها من تاريخ العروبة، إذلالًا وطوعًا لمطامع تل أبيب وبعض الدول الأوروبية.
كيف يسمح العرب لوزير خارجية أمريكا هذا المعتوه المدعو أنتوني بلينكن والذي أصدر تصريحًا مستفزًا لجميع العرب مسلمين وأقباط، عندما قال إنني أزور إسرائيل اليوم بصفتي يهوديًا؟!! هذا التصريح كان كفيلًا بمقاطعة أمريكا ذاتها وهو أن أمريكا وعلى لسان وزير خارجيتها أعلن رسميًا عدم حيادية الولايات المتحدة في هذه القضية.. وإن كنا نثق في هذه الدولة التي تسمى نفسها عظمى إذن فنحن أغبياء.. وأغبياء جدًا.
ويطل أيضًا علينا هذا العجوز المدعو بايدن صاحب الأيدي المرتعشة ليؤكد أن التعدي على الكيان الإسرائيلي هو تعدي وتحدي لأمريكا نفسها.. هل أصبحنا نتلقى تحذيرات ووعيد من الأسياد دون أن نواجههم أو نرد بكلمة واحدة؟
ماذا يحدث يا عرب وأين أنتم؟
هل باتت العروبة زجاجة فارغة مركونة على الرف لا فائدة منها ؟.. هل أصبحنا دُمية في أيدي الغرب يحركنا كيفما يشاء وبأموالنا.. يا للمصيبة!
اعتقد أن العرب يحتاجون لدروس في الوطنية والنخوة.. نحن في أمس الحاجة حاليًا لـ جرأة الملك فيصل ودوره الذي خلده ومازال التاريخ عندما قال «عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهم».. مقولة خلدها التاريخ للملك الراحل وكانت كلماته دائماً داعمة لمصر والعرب حيث قال للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مؤتمر عُقد بالخرطوم بعد حرب 67 «يا جمال.. مصر لا تطلب وإنما تأمر».. أين الملك الجريء من حالنا اليوم؟
نحتاج حاليًا لمواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي كانت متفردة، وظلت كلماته تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، عندما قال «البترول العربي ليس أغلى من الدم العربي».. هل نجد نخوة جديدة تعيد الأذهان مرة أخرى إلى زايد الخير؟
نحتاج حاليًا لقرارات مصيرية مثلما فعل شاه إيران عندما أمر السفن المحملة بالنفط بتحويل دفتها أثناء حرب أكتوبر إلى الإسكندرية لمساعدة مصر في مواجهة هذا الكيان الغير شرعي.
وهنا يتوارد سؤال يبحث عن إجابة من زعماءنا وكبارنا وأولي الأمر.. أين الجيش العربي الموحد.. أين سلاحنا وعتادنا العربي.. ؟
أفيقوا يا عرب من نومكم العميق.. فالبساط يُسحب من تحت أقدامكم