كنت ممن يظن أن الشركة المتحدة قد تكون منحازة بشكل فج للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي ومن حقها إن فعلت ذلك فهي كيان مساند لتوجهات الدولة في كل كبيرة وصغيرة وهذا ما نرجوه دائمًا في إيجاد وسائل تكون ظهير إعلامي لتوجهات الدولة ومواكبة التطورات الخارجية.
ما فعلته المتحدة في إيجاد مساحة إعلامية لجميع مرشحي رئاسة الجمهورية مدتها 100 دقيقة لكل مرشح لطرح برنامجه الانتخابي والتحدث للمواطن عن شاشات مملوكة لها يعطي مثالًا حيًا للمهنية التي نسعى إليها ، ويؤكد ما لا يدع مجالًا للشك أن هناك خلف الأبواب رجالًا يعملون بحكمة واقتدار، ولا يفوتهم هذه النقطة الهامة التي جاءت لتقطع الطريق أمام المتربصين بالوطن، وأمام أفكارهم الهدامة.
المتحدة أعطت مثالًا طيبًا نفتقده في الكثير من وسائلنا الإعلامية، وأنا هنا اتحدث بصفتي صحفيًا مراقبًا ومطلعًا بعض الشيء على مجريات الأمور أو قد احسب نفسي هكذا، فوجدت أن المتحدة حسنًا ما فعلت، فالوضع لا يحتمل تكهنات ولا يحتمل قيل وقال، فنحن مقبلين على جمهورية جديدة تحتاج تكاتف الجميع أمام طوفان الشائعات وسيول الاكاذيب التي تحيط بنا من كل اتجاه، بجانب الأوضاع التي تضرب المنطقة بشكل عام ومنها المجاورة لنا من الشرق والغرب والجنوب والشمال.. حتى النواحي الداخلية التي تقودها مجموعات بعينها والتي تتربص بالبلد وبكل خطواتها وتتفنن في بث سمومها بشائعات عبر أبواق الخراب المملوكة لها.
كنت أظن غير ذلك.. نعم جاءت على خاطري أن المتحدة بأذرعها الإعلامية المنتشرة قد تقتل مرشحي الرئاسة حقهم في الظهور وقد تتفنن في خلق جو ملبد بالتشكيك حولهم وقد يخرج علينا من لا يعي الموقف ليقطع الطريق ويعلن مقاطعة هؤلاء المرشحين، ولكن المتحدة خالفت كل الظنون لتضرب المثال المنتظر في المهنية وتقود فكر جديد في إعطاء دروس في المهنية في أخطر الاوقات، وادق الاستحقاقات الدستورية وهي انتخابات رئاسة الجمهورية.
شكرًا لهؤلاء الذين يقفون خلف كل تطور .. شكرًا قيادات المتحدة .. شكرًا لصاحب فكرة وقرار هذه المبادرة ذات الـ 100 دقيقة لكل مرشحي رئاسة الجمهورية.
ولنا إن شاء الله موعد آخر مع مهنية جديدة في تغطية انتخابات رئاسة الجمهورية من كل الفضائيات والمواقع الإخبارية والصحف.
دامت مصر بخير بسواعد أبنائها الأوفياء ..