كتبت _ ياسمين أحمد وسماح عثمان
عُرف الشعب المصري بإطلاقه للأحكام ونال لقب “90 مليون مفتي”، ومهما تعددت الفتاوى فإن المصدر المعتمد للحديث عن الأحكام الشرعية هو “دار الإفتاء المصرية” استنادا على قوله تعالى :” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، وأثارت بالأمس الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر حينما أكدت بأحقية زواج المسلمة بشخص من غير دينها سواء كان مسيحيا أو يهوديا أو يعتنق أي ديانة أخرى، وفتوى آمنة نصير ليست الأولى من حيث إثارتها للجدل بل توجد العديد من الفتاوى الأخرى التي أشعلت الرأي العام، ويرصد موقع “أوان مصر” الإخباري أبرزها وهي على النحو التالي.
فتاوى غريبة على نهج آمنة نصير
يجوز للخاطب أن يرى خطيبته وهي تستحم
من الفتاوى الغريبة والتي أثارت الرأي العام هي ما قاله الداعية المصري “أسامة القوصي” بإباحة النظر إلى المرأة التي ينوي الزواج بها وهي تستحم، وأشار إلى أن الصحابة قد فعلوا ذلك للتأكد من صلاحها كـ زوجة، وقال في فتوى:” إنما الأعمال بالنيات واستشهد بأحد الأحاديث النبوية الشريفة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :” إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه نكاحها فليفعل، قال جابر فخطبت امرأة فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها فتزوجتها”.
وزير الأوقاف محمد مختار جمعة رد على هذه الفتوى قائلا: ” نقول له ولأمثاله أي نخوة وأي رجولة في هذا، هل تقبله أنت على ابنتك، وإذا كانت طبيعتك أنت تقبله، فطبيعة الشعب المصري المؤمن المتحضر بمسلميه ومسيحييه لا تبله ولا تقره”.
إجراء عملية لإعادة غشاء البكارة جائز شرعا
نقلت دار الافتاء فتوى للدكتور على جمعه نصها:” الأصل في الشريعة هو الستر والعفاف؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلـم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري، وإجراء عملية طبية لإعادة غشاء البكارة جائز شرعًا؛ درءًا للمفاسد، وسترًا للأعراض، ويجوز للطبيب فعلها ولو بالأجر، إلا لمن اشتهرت بالزنا -والعياذ بالله- أو أُقيم عليها الحدُّ فيه فلا يجوز ذلك؛ لانتفاء العلة حينئذٍ” ، والعجيب أن تلك الفتوى مازالت موجودة على الموقع الرسمي لدار الإفتاء.
يجوز الصلاة بالوشم
قال الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، أن الوشم الثابت الذي فيه حبس الدم تحت الجلد حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، وتلزم التوبة منه، وتجب إزالته إذا لم يكن في ذلك ضرر على صاحبه، أما إذا قرر المختصون بأن في إزالته ضررًا فإنه يجوز تركه وتكون الصلاة به صحيحةً على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولا إثم على صاحبه بعد التوبة .
على الزوج الاتصال بزوجته قبل الوصول لعل معها رجل
تداول عدد من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تسجيلا صوتيا للدكتور على جمعة، يقول فيه إنه على الرجل أن يتساهل مع زوجته، قائلا “قبل ما تروح بيتك اتصل بمراتك وقول لها إنك جاى لعل معها رجلا، فأعطه فرصة ليمشى”. وتابع “إذا عاش رجل مع زوجته وهو لا يعلم أنها على علاقة برجل، وتشكك، فقضى على الشك فى نفسه، فلا بأس، والنبي صلى الله عليه وسلم، كان يأمرنا بذلك، ويقول (من آتى منكم من السفر، فلا يطرقن أهله بليل)”.
وأضاف “فوّت لمراتك وعديلها، وهذا التفويت من الدين، وإن عرفت أنها زنت يجب عليك أن تطلقها، فمن تاب، تاب الله عليه، وإن لم تعرف أنها زنت، لا تبحث ولا تفتّش وراءها، لدرجة إن الإيتيكيت الإسلامى يقول لك تتصل بها قبل ما توصل البيت.. ده الجمال والحلاوة، لكن فيه ناس مش عايزة الجمال لكن عايزة الحق، طيب خد بقى المقلب يا أخويا، ووقتها هتلاقى راجل معاها وهتضطر إنك تطلقها”.
اقرأ أيضا:
فتوى زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي تثير جدلا واسعا.. الإفتاء ترد: لا يجوز وهو نكاح باطل ويلزم التفريق بينهم.. استاذ جامعي: إفلاس في الفتاوى ولابد من الإستعانة بعلماء الأزهر وعلينا التصدي لها
المرأة المتبرجة أسقطت الرخصة عنها ويجوز للرجل النظر إليها
فى إحدى الفتاوي المثيرة للجدل، قال الدكتور على جمعة، إن الرجل لا يأثم بالنظر إلى المرأة المتبرجة، لأنها أسقطت الرخصة التى منتحها لها الشريعة الإسلامية، بينما لا بدّ من استئذان المرأة المحجبة للنظر إليها، لأن لها رخصة.
واستدل على رأيه بما فعله الإمام جعفر الصادق والكرخي وغيرهما بأن أسقطوا حُرمة النظر إلى النساء العاريات فى بلاد ما وراء النهر، لإطباقهن على عدم الحجاب، حتى صار غض البصر مُتعذرا، إن لم يكن مستحيلاً، منوهًا بأن الإمام جعفر لم يغض بصره ولم يلتفت إلى اليمين أو الشمال لأن المرأة أسقطت الرخصة وهي حرمة النظر إليها، وقال ابن القيم نظرة، فلا تفكر فيها بعد النظر.
لايجوز استخدام الوسائل العلمية لاثبات الزنا
لا يجوز شرعًا استخدام الوسائل العلمية الحديثة في إثبات جريمة الزنا؛ لأن الشرع قد احتاط احتياطًا شديدًا في إثبات جريمة الزنا -لما لها من خطر، وما يستتبعها من آثار عظيمة-؛ فوضع شروطًا دقيقةً لترتب العقوبة عليها، ولم يثبتها إلا بأحد أمرين:
الأول: الاعتراف؛ أي الإقرار من الفاعل بأنه ارتكب هذه الجريمة.
والثاني: البينة؛ بأن يشهد أربعة شهود عدول بأنهم قد رأوا ذلك الفعل يَحصُل.
ونصَّ جمهور العلماء على أن غير هذين الطريقين المعتبرين لا يُعَوَّل عليه في إثبات جريمة الزنا، أما الوسائل الحديثة فهي مجرد قرائن يُستأنس بها ولا ترقى لأنْ تستقل بالإثبات في هذا الباب الخطير الذي ضيَّقه الشرع.
على جمعه: اشرب حشيش ومضمض وصلي
قال الدكتور على جمعه خلال تقديمه برنامجه “والله أعلم”، أن السجائر والحشيش والأفيون أشياء طاهرة لا تنقض الوضوء، لكنها حرام، موضحا أنه يفضل “المضمضة” بالماء وكفى.
وقال جمعة إن حرمانية التدخين ليست لها علاقة بنقض الوضوء، مستطردا: “الإنسان الذى يكذب ويغتاب الناس، إذا صلى، فصلاته صحيحة، لا أمر فيها، والذى يشرب السجائر صلاته صحيحة لا مشكلة فيها أيضًا”.
وأضاف جمعة “فى حال الخمر، يجب أن يتمضمض الإنسان بالماء، لأن الخمرة شىء نجس”، واستطرد: “اللى يصلى وفى جيبه أفيون أو حشيش، صلاته صحيحة، أما إذا كان فى جيبه خمرة، فصلاته باطلة، والحرمة شىء والطهارة شىء آخر”.
البوفيه المفتوح وتقبيل قدم الأم حرام
صرح رجل الدين السعودي “صالح الفوزان” عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء، بأن البوفيه المفتوح حرام، واستند إلى هذه الفتوى أنه من يذهب لتناول الطعام دون أن يعلم مصدره أمر لا يجوز شرعا، من ناحية أخرى أكد “صالح الفوزان” أن تقبيل قدم الأم حرام، وعلل ذلك بأن الانحناء لغير الله لا يجوز، وأثارت هذه الفتوة جدلا واسعا ودافع البعض عن الشيخ وأوضحوا أن الشيخ حرم الانحناء ولم يحرم تقبيل قدم الأم.
تناول الزلابية حرام
من الفتاوى الغريبة التي صرح بها داعية سلفي في الجزائر يدعى “محمد فركوش” حرم فيها تناول الزلابية في رمضان، إذ تعد من البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
شرب الماء أثناء الصيام يجوز
أفتى الشيخ الإيراني “أسد اله بيات” بـ إباحة شرب الماء في نهار رمضان لمن سعر بالعطش الشديد قائلا:” إن من لا يستطيع تحمل العطش يمكنه شرب ما يكفي لري عطشه ولن يفطره ذلك”، إلا أن هذه الفتوة عارضها رجال الدين في إيران وقالوا أن الضعف والعطش في نهار رمضان ليس مبرر للإفطار.
اقرأ أيضا:
الإفتاء ترد على آمنة نصير بشأن زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي: باطل ولا يجوز