لا شك في أن مصر عادت بقوتها على المستوى الدبلوماسي الإقليمي والدولي لتعود للصدارة وتثبت أنها كانت ولازالت قبلة الشرق الأوسط السياسية.
مصر قبلة الشرق الأوسط السياسية
وبالتزامن مع مرور 47 يومًا على انطلاق الحرب الدائرة في قطاع غزة، نجحت الوساطة المصرية القطرية أخيرًا في التوصل لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي وحركة حماس على تطبيق هدنة إنسانية لـ4 أيام في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح 50 أسير إسرائيلي و150 أسير فلسطيني من معتقلات تل أبيب.
ومن جانبه، أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن ترحيبه بما نجحت فيه الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة و تبادل للمحتجزين لدى الطرفين.
نجاح الوساطة المصرية القطرية في الهدنة
وأكد الرئيس السيسي على استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
ولم تكن على الإطلاق جهود مصر بشأن القضية الفلسطينية وليدة اليوم، بل على مر التاريخ أثبتت مصر أنها الدرع الحصين والمتحرك الأول على مر التاريخ تجاه حماية حقوق الشعب الفلسطيني وصد العدوان على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية.
ولم ترفع القاهرة أبدًا راية الاستستلام في المطالبة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ورفح عنهم الاحتلال والحصار والجرائم غير الإنسانية التي ترتكب يوميًا في حقهم على يد العدوان الإسرائيلي.
وفي الأزمة الأخيرة، تحركت مصر سريعًا مطالبة بضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل رفضت بشكل قاطع أي حديث عن تهجير الفلسطينيين معتبرة تلك الدعوات محاولة جديدة لـ تصفية القضية الفلسطينية.
عمرو موسى: دور مصر إيجابي وبداية يجب البناء عليها
وفي هذا السياق، يقول عمرو موسى، السياسي البازر ووزير الخارجية الأسبق، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إن دور مصر في التوصل لـ هدنة إنسانية في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل دور إيجابي.
وأضاف عمرو موسى في تصريح خاص لـ«أوان مصر»: «ما حدث إيجابي وهناك أدوار إيجابية عديدة تمت حتى نصل لهذه النقطة، ولكنها مجرد بداية إيجابية يجب البناء عليها».
وأوضح وزير الخارجية الأسبق، أن هذا الوقت ليس وقت الحديث عن النجاح أو الإنجاز لأن ما يحدث في غزة مأساوي.
الوزير محمد العرابي: إدارة السيسي لـ أزمة غزة «عظيمة»
وفي السياق ذاته، يقول السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تملك الخبرة اللازمة والكافية لتنفرد بحل أزمة الحرب في قطاع غزة.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«أوان مصر»، أن ما حدث ليس بالمرة الأولى لمصر في حل أزمات لدول الجوار أو الأشقاء، ولكن هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة نتيجة حدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأشاد «العرابي»، بدور الرئيس السيسي منذ اشتعال الأزمة في غزة، قائلا، إنه لدية الخبرة الكافية في إدارة الأزمة، والتي وصفها بالإدارة العظيمة، معقبًا: «عارفة أهدافها ومحددها تماما خالية من التردد بل كانت فيها حسم في المواقف».
واستكمل: «العالم كله كان على اتصال دائم بالرئيس السيسي أو وزير الخارجية احيانا، لمتابعة الموقف وتطوراته من خلال مصر لثقتهم في دورها الفعال، وتصوراتها للوصول لحل».
وأكد، أن مصر خرجت من هذا الموقف بتقدير كبير من كافة دول العالم بعد أن تمكنت من النجاح في إتمام الصفقة بالهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المؤقت الذي راح ضحيته الألاف من المدنيين سواء “نساء أو شيوخ أو أطفال”، وبالتالي دور مصر كان محور وهادئ.
وأوضح، كان الدور هادي بمعنى أنه خالي من أي محاولات لاستغلال الموقف بشكل دعائي، ولكن مصر كانت تعمل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وذلك في حد ذاته كان غير متوفر لدى دول أخرى كثيرة.
وكيل الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ: القاهرة أرغمت إسرائيل على صفقة تبادل الأسرى
فيما يرى اللواء طارق نصير، الأمين العام لحزب حماة الوطن ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، إن مصر نجحت في صفقة الهدنة الإنسانية بـ غزة.
وأكد «نصير» في تصريح خاص لـ«أوان مصر» أن الرئيس السيسي منذ بدء الأزمة الخاصة في غزة أعلن رفضه التام لما يحدث، واتخذ موقفًا صارمًا وواضحًا تجاه مخطط تهجيير الفلسطينيين، مؤكدًا أنه لن يحدث أبدًا.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن السبيل في هذه الأزمة أمام مصر هو فتح خطوط الإمدادات والضغط كبير على كافة الدول وبالفعل استجابت إسرائيل لتلك الضغوط المصرية.
وأشاد «نصير» بدور الدبلوماسية المصرية في الأزمة بمشاركة قطر من خلال المفاوضات التي قام بها الرئيس السيسي رغمًا عن الإرادة الإسرائيلية وهي تسليم الأسرى، ووصفها بـ«الرهائن» لعمل هدنة وإيقاف الحرب، وفتح مجال كبير لوصول إمدادات للشعب الفلسطيني الأعزل كل هذا بفضل جهود الرئيس السيسي.
وتابع: «ما حدث اليوم من اتمام صفقة الهدنة الإنسانية بغزة، نصر كبير جدا نجحت فيه الدبلوماسية المصرية بمشاركة الجانب القطري».
وعن تقيم دور الرئيس السيسي في الأزمة منذ بدايتها، قال الأمين العام لحزب حماة الوطن: «الرئيس رجل دولة بمعنى الكلمة يعلم ما هو الأمن القومي المصري لدية خبرة كبيرة جدا كرجل عسكري وكرئيس دولة يستطيع الحفاظ على أمن مصر وشعبها الداخلي والخارجي».
واستكمل: «كما نجح الرئيس أن يجعل جيش مصر من أقوى الجيوش تم بنائه وتطويره ليكون في التصنيف الدولي من أهم 10 على مستوى العالم، وذلك على يد هذا الرجل منذ توالية وزيرا للدفاع بعد أن كنا في التصنيف الـ20، وكل هذا أعطى مصر القوة لجعلها من الدول التي يهاب لها كافة الدول المحيطة والأجنبية».
واختتم اللواء طارق نصير، حديثه لـ«أوان مصر» أن قوة مصر وقوة جيشها وحرصها على حماية أمنها القومي من كافة الجهات، ولم تقتصر على ذلك بل تسعى دائمًا على مساعدة دول الجوار في المحن التي تتعرض لها مثل ما يحدث في «فلسطين»، متابعًا: «وتحرص على حماية الأمن القومي العربي أيضًا، كل ذلك يجعل نجاح الدبلوماسية المصرية يستند على قوة ويعد الرئيس هو مصدر تلك القوة، فهو المايسترو الذي يدير تلك المنظومة المتكاملة للحفاظ على الأمن القومي لمصر».
رئيس حزب مصر أكتوبر: مصر سباقة في المفاوضات الدبلوماسية
وأشادت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، بدور مصر في نجاح صفقة الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن مصر أول دولة سباقة دائما في مفاوضات دبلوماسية بين فلسطين أو “حماس” تحديدا والكيان الصهيوني.
وأضافت “مديح” في تصريح خاص لـ”أوان مصر”، أعتقد أننا نجحنا أن يكون في هدنة إنسانية، ولكن مش هدفنا الهدنة فقط ولكن الهدف هو وقف إطلاق النار الفوري في غزة.
وأعربت رئيس حزب مصر أكتوبر، عن سعادتها بدور مصر من تقديم المساعدات الإنسانية من خلال التحالف الوطني وحياة كريمة سواء كانت على المستوى الطبي من خلال مستشفياتنا المفتوحة لكل المرضى والمصابين والحالات الحرجة في العريش وكافة المحافظات، وكذلك المستوى الإنساني من خلال فتح معبر رفح طول الوقت ووقفة شبابنا منددين بالضغط الإسرائيلي لفتح المعبر.
وأشادت، بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة الأزمة منذ بدايتها، من خلال القمم التي عقدت أولها مؤتمر القاهرة والذي تم عقده بسرعة كبيرة لمناقشة الأزمة واتخاذ القرار، متابعة: “ولحق بها القمة الإسلامية والتي كان لكلمة الرئيس قوة سياسية من أفضل الكلمات اللي سمعناها في اليوم دا”.
رئيس لجنة «الأمن القومي» بالنواب: السيسي أكد للعالم قوة مصر وقدرتها
والتقط أطراف الحديث، اللواء أحمد العوضي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، قائلًا إن مصر قامت بدور كبير جدًا للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وتطبيق هدنة إنسانية في قطاع غزة.
وأضاف «العوضي» في تصريح خاص لـ«أوان مصر»: «الهدنة بين حماس وإسرائيل هتساعد على دخول المساعدات بفضل جهود القيادة السياسية المصرية وحرصها على الوصول لحل نهائي لوقف نزيف الدماء لكي يعيش الجانبين في سلام في دولة فلسطين تحت عاصمة القدس».
وعن دور الرئيس السيسي في الأزمة، أشاد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، بدور الرئيس ووصفه أنه عظيم منذ بداية الأحداث من تجهيز قوافل رغم عدم وضوح الرؤية، إلا أن مصر صممت على دخول المساعدات ونجحت في كل قراراتها، ولم تكتفي بذلك فقط بل تم دخول المساعدات من كافة دول العالم من خلالنا.
وأضاف، ولم يقتصر دور مصر على المساعدات فقط، بل سعينا لعقد القمم للوصول لحل الأزمة سواء مؤتمر القاهرة، ويليه القمة الإسلامية، ولحق بهم القمة الأردنية وذلك لحل القضية الفلسطينية، والرؤية المصري لوضع حد لقصة التهجير والتى أنهت على المخطط الإسرائيلي الذي تأكد منه العالم بعد غضبهم من رفض مصر، ولكن الرؤية المصرية أثبتت للعالم كله قوتها في اتخاذ القرار ورؤية المشهد بمنظور صحيح.
أقرأ أيضًا:
من القاهرة هنا غزة.. كيف تحركت الدبلوماسية المصرية لـ إنقاذ الشعب الفلسطيني من الحرب الغاشمة خلال 35 يومًا
تقارير: موعد وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال غدًا الخميس.. شاهد قائمة المنتظر الإفراج عنهم
أهمها الحرب في غزة.. خبير اقتصادي يكشف لـ«أوان مصر» أسباب زيادة صندوق النقد قرض مصر الجديد
كيف أثرت الحرب في غزة على الأوضاع الاقتصادية بدول العالم؟.. تقرير يكشف التفاصيل