من القاهرة هنا غزة.. لا تهدأ أجهزة مصر السيادية وسط تحركات دبلوماسية وسياسية واسعة النطاق لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة والتوصل لـ وقف فوري للحرب في غزة.
ولن تنفصل القاهرة عبر التاريخ عن القضية الفلسطينية وتطوراتها المعقدة عبر السنوات الطويلة الماضية، ففي أوقات الحرب قبل السلم كانت القاهرة عصية ولم ترفع أبدًا راية الاستستلام في المطالبة بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ورفح عنهم الاحتلال والحصار والجرائم غير الإنسانية التي ترتكب يوميًا في حقهم على يد العدوان الإسرائيلي.
الموقف من تصفية القضية
وبتصاعد الأحداث داخل قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي، تحركت مصر سريعًا مطالبة بضرورة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بل رفضت بشكل قاطع أي حديث عن تهجير الفلسطينيين معتبرة تلك الدعوات محاولة جديدة لـ تصفية القضية الفلسطينية.
رؤساء وزعماء العالم يلتفون حول مصر
وتستقبل القيادة السياسية في مصر وعلى رأسها الرئيس السيسي، بشكل لحظي العديد من اتصالات الملوك والرؤساء والحكام والزعماء حول العالم للتشاور بشأن الحرب الدائرة في غزة.
بل والتقى الرئيس السيسي بكلا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، والشيخ تميم بن حمد، أمير قطر.
وفي أواخر شهر أكتوبر الماضي، استضافت مصر مؤتمر القاهرة للسلام في محاولة لإعلان رؤيتها حول الأزمة في غزة والتعبير عن موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيد الدبلوماسية المصرية على الرفض القاطع لتصفية القضية.
حلول أجهزة مصر السيادية
وتضع أجهزة الدولة السيادية عدة محاور رئيسية للتوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية وتهدئة الصراع الدائر حاليًا والتوصل لتطبيق قرار وقف إطلاق النار بشكل فوري وعاجل.
وتطالب مصر في كل المحافل الدولية والإقليمية بالبدء الفوري في مفاوضات لإحياء عملية السلام من خلال حل الدولتين وإقامة دولة فلسيطينية مستقلة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس.
قيادات حماس في القاهرة
وخلال الساعات الأخيرة، وصل كلا من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والقيادي خالد مشعل، إلى القاهرة للقاء باللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، لمناقشة الأوضاع الراهنة في قطاع غزة.
قمة مصرية قطرية في القاهرة
كما وصل الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، إلى مصر، اليوم الجمعة، في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وتأتي زيارة أمير قطر في إطار التنسيق المصري مع كل الأطراف المعنية لمعالجة الأزمة الراهنة في قطاع غزة، حسبما أوردت القناة في نبأ عاجل.
وتحدث الشيخ تميم بن حمد أمير قطر عن لقائه الرئيس السيسي اليوم في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المشتركة لوقف العدوان على غزة.
وقال الشيخ تميم بن حمد: إن مباحثاتي مع أخي عبد الفتاح السيسي تأتي في مرحلة حاسمة من تطور الأوضاع في غزة بسبب عدوان إسرائيل الغاشم وانتهاكها الصارخ للقانون الدولي الإنساني الذي لا يخدم تحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة.
وأضاف أمير قطر في تغريدة على موقع إكس: جميع الأطراف مطالبة بتكثيف الجهود لوقف هذه الحرب ورفع المعاناة عن أشقائنا الفلسطينيين.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس عقد جلسة مباحثات مع أخيه الشيخ تميم بن حمد، شهدت الإشادة بالتطور المستمر في العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واتفق الزعيمان على مواصلة تفعيل مختلف أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات بين البلدين.
كما ناقش اللقاء ناقش التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وما يرتبط به من تحديات إقليمية، تدفع بالمنطقة في اتجاهات خطيرة وغير محسوبة. وفي ذلك السياق بحث الزعيمان أفضل السبل لحماية المدنيين الأبرياء في غزة، ووقف نزيف الدم، حيث تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار، واستدامة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التي تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني في غزة، كما تم تأكيد رفض أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني أو دول المنطقة، ورفض محاولات التهجير القسري.
واختتم المتحدث باسم رئاسة الجمهورية تصريحاته بالإشارة إلى أن الجانبين أكدا استمرار التشاور من أجل وقف التصعيد الراهن للحد من معاناة المدنيين وحقناً لدماء الشعب الفلسطيني الشقيق، وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وتحقيق السلام العادل في المنطقة.