يشير مصطلح ميتافيرس إلى عالم افتراضى ثلاثى الأبعاد يتيح للمستخدم إجراء بعض العمليات مثل التسوق ومقابلة الأشخاص والألعاب وإنشاء العوالم الخاصة وغيرها الكثير في هذا العالم بدون أن يتحرك من مكانه ، وسوف تتوافر هذه الوظائف قريبا مع توفير مستلزمات الواقع الافتراضى المتطلبة لذلك وأهمها البدلة والنظارة الخاصتين بهذه التقنية.
ويقودنا ذلك إلي إن لتقنية الميتا فيرس جوانب إيجابية وآخرين سلبية ،ومن الجوانب الايجابية فلا يخفي علي أحد ما تتيحه هذه التقنية من تطور مذهل في وسائل التواصل وسبل التعامل بين الأفراد والجماعات.
فتشكل تقنية الميتافيرس اليوم أداة و وسيلة للتعامل ثلاثي الأبعاد بما يأتي علي شكل فضاء رقمي هائل ومشترك ، يربط بين الواقعين الحقيقي والافتراضي ببعضهما البعض ويتيح للشخصيات الافتراضية التنقل من نشاط آلي أخر دون أي عوائق، فيكون من الممكن للأستاذ الجامعي الدخول إلي العالم الافتراضي لإلقاء محاضرة عبر ما يعرف ب الافاتار وهو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد تمثل الأستاذ حيث يجلس علي مقعد مخصص له، وفي الجانب الأخر يجلس ممثلوا الطلاب ليستمعوا للمحاضرة، وهذا ما سنجده في عالمنا الجديد عالم الميتافيرس.
لكن مع ذلك فهناك مخاطر عدة لتقنيات الميتافيرس فهي تفتح المجال واسعا للدخول في عالم ثلاثي الأبعاد عبر تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز باجهزة استشعار في عالم مظلم ، فيفتح الباب إلي عالم الجريمة بصورة مخيفة، حيث يعيش البشر في عصر أخر وهمي وفي مكان أخر، ومع أشخاص أخرين، فيكون الشعور متبادل، فما تشعر به افتراضيا تجاه شريكك الافتراضي، يشعر به هو أيضا حتي الشعور بالألم.
ومحاولتك إيذائه تنتقل إليه، ؛ بما يسمح للأذي والقتل ، ويتيح لعصابات الإنترنت بارتكاب العديد من الجرائم الإلكترونية المستحدثة.
كما أن تقنية الميتافيرس ستتسبب في انتهاك الخصوصية للمستخدمين، وبدء حقبة جديدة من إقامة عالم إفتراضي مواز للعالم الواقعي، تنقل الفرد من مجرد مستخدم للإنترنت إلي جزء منه ومشارك فيه.
ولا شك أن الحديث عن الميتافيرس يستلزم بالتبعية الحديث عن تطوير مفهوم مبدأ إقليمية القوانين حيث أن هذا المبدأ يضعف من قوة القاعدة القانونية ومن قوة ردعها، وهو ما يستدعي التعاون الدولي في مجال مواجهة مخاطر الميتافيرس.
كما أنه يجب أن تظل الفجوة واسعة بين النظم القانونية وبين تقنية الميتافيرس، فلا بد من وجود مواجهة قانونية فورية لمعالجة المخاطر التي تسببها هذه التقنية وما تفعله من انتهاكات .
كما يلزم الاستعداد التشريعي الجاد لما سيخلقه هذا العالم الافتراضي من أرضية خصبة لارتكاب الجرائم بصورة سهلة، بما يجعل الإمساك بالمجرم أمرا صعبا.