قد تكون الانفعالات والمشاعر التي نعيشها في العالم الحقيقي ، ما هي إلا صدي للانفعالات التي نحس ونشعر بها في العالم الافتراضي ( الميتافيرس) ، فنتصرف علي أساسها وعلي أثرها في الواقع الحقيقي ، وإلا فما معني المحاكاة المتبادلة التي تطغي علي العالمين الافتراضي والحقيقي .
ومن ثم فمن غير المستبعد أن ينشأ هذا العالم الموازي لنعيش فيه فترات تمتد لساعات طويلة ، ونسلك فيه مسالك شتي ، فنقوم فيه بأعمال مختلفة ، وأنشطة عديدة كالتي نقوم بها في عالمنا الحقيقي ، ومن ذلك التنزه والتسوق واللعب واللهو والدرس ، بل وأداء مهام الوظيفة ، ومن هنا فلا نستبعد أيضاً ارتكاب الجرائم التي يمكن أن تقع في العالم الحقيقي .
وإذا كانت الجرائم منها ما يكون علي النفس ، ومنها ما يكون علي المال ، فلا يمكن أن ندعي أن القواعد القانونية القائمة تعجز عن حماية النفس والمال من أي انتهاك يحدث في عالم الميتافيرس ، إلا أنه لا يمكن تجاهل أثر هذه التقنية علي الجريمة وخصوصيتها ، وذلك من حيث الإثبات ، والإسناد ، والاختصاص بالفصل فيها ، كما لا يمكن تجاهل الطابع الدولي لهذه الجريمة التي تقع في عالم افتراضي غير محدود تحكمه أنظمة عالمية من شبكات الإنترنت الدولية ، ومن غير المنكور تأثر ذلك بقواعد اقليمية القانون ، وعدم سريان القانون المحلي خارج حدود الدولة إلا في أضيق الحدود .
كل ذلك ما يدعونا إلي دعوة المشرع إلي التنبه إلي هذه المستجدات ، حتي لا نفاجئ بعواقب قانونية لا يمكن تداركها .