يعد 2021 عام الرحيل حيث رحل خلال العام العديد من الاشخاص، وشهد هذا العام رحيل 4 من كبار رجال الأعمال في مصر، الذيم استطاعوا أن يحرفوا أسمائهم بحروف من ذهب، بقطاع الصناعة، ودعم الاقتصاد، فبعد أن رحل شيخ العقاريين حسين صبور في 25 فبراير الماضي، ولحق به رجل الأعمال المصري وصاحب أرض الاحلام أحمد بهجت، ومطلع شهر أغسطس الماضي رحل وزير الإسكان وأحد رواد التخطيط العمراني في مصر المهندس حسب الله الكفراوي، وبعد مرور شهر جاء رحيل شهبندر التجار وأحد أشهر رجال الأعمال في مصر الحاج محمود العربي، رئيس مجلس إدارة شركة « العربي جروب».
رحيل شهبندر التجار
لم يكن رحيله رحيل مجرد رجل أعمال، بل كان رمز من رموز الصناعة الوطنية، وكان خبر وفاة بمثابة صدمة وحزن شديد سيطر على الجميع، وذلك بسب حبه الكبير، وقصة بداية حياته التي بدأت من الصفر ونبغ في التجارة ليتربع على عرش واحدة من أبرز قلاع الصناعة والتجارة في مصر “العربي جروب” والتي حازت ثقة العديد من العلامات التجارية في العالم لتكون مركزًا إقليميا لتصنيع الأجهزة الكهربائية لكبريات الشركات العالمية، إنه محمود العربي، الذي وافته المنية يوم الخميس، عن عمر يناهز 89 عاما.
ولد رجل الصناعة الوطنينة، أو كما يطلق عليه رحيل شهبندر التجار، الحاج محمود العربي عام 1932، وذلك في اسرة ريفية بسيطة بقرية أبو رقبة بمركز “أشمون” في محافظة المنوفية، وتوفي والده وهو في سن صغيرة، انتقل بعدها إلى القاهرة، ليعمل بائعا في محل صغير لبيع الأدوات المكتبية، ليواصل رحلة كفاح بعدها، ويؤسس واحدة من أكبر الكيانات العاملة في ملف الصناعة والتجارة، وأحد أكبر شركات الأجهزة الكهربائية في الشرق الأوسط، وهي مجموعة شركات العربي، وألف كتابا بعنوان “سر حياتي” عام 2016، يحكي فيه مسيرته المهنية، وقصة حياته منذ أن كان عاملًا في أحد المحلات الصغيرة لبيع الأدوات المكتبية، حيث سرد فيه أنه كان يوفر 30 أو 40 قرشا سنويا ليعطيها لأخيه الأكبر الذي كان يعمل في القاهرة، ليجلب له بضاعة من العاصمة المصرية قبل عيد الفطر، والتي كانت عبارة عن ألعاب نارية وبالونات، مشيرا إلى أنه كان يتكسّب من وراء بيعها 15 قرشا.
محمود العربي مسيرة مهنية وعضوية برلمانية
استطاع الحاج محمود العربي أن يكون رائد من رواد الصناعة، وكان لا يحب الظهور الاعلامي، وكان يفضل الجلوس مع العمال وداخل المصنع، حيث انتخب في 1980 عضوا بمجلس إدارة غرفة القاهرة، وفي عام 1995 اختير أمينا للصندوق، ثم رئيسا لاتحاد الغرف التجارية، وظل محمود العربي رئيسا لها على مدار 12 عاما، واتجه للسياسة لفترة قصيرة عندما أصبح نائبا في مجلس الشعب “النواب حاليا” عن دائرتي السيدة زينب وقصر النيل، في تجربة وحيدة رفض تكرارها عقب ذلك.
أبو المدن الجديدة
لم يكن 5 أغسطس الماضي، يوم جيد على جميع عاشقه ، حيث كانت مصر على موعد مع رحيل المهندس حسب الله الكفراوي، الذي توفي في منطقة الساحل الشمالي بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 91 عامًا، فهو ول من تبنى فكرة المدن الجديدة ليشتهر باسم “أبو المدن الجديدة”، حيث أنشأعت الدولة في عهده مشروعات الجيل الأول من المدن الجديدة في مصر وعددها 17 مدينة كان أبرزها: “السادات، العاشر من رمضان، 15 مايو، 6 أكتوبر، دمياط الجديدة، مراقيا” بالإضافة للمجمعات الصناعية والعمرانية المتطورة بمناطق القناة والساحل الشمالي وسيناء، وكرمته الدولة بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، كما حصل على وسام بطولة العمل من الاتحاد السوفيتي، ووسام الاستحقاق الفرنسي من الطبقة الأولى.
ولد « وزير التعمير والإسكان الأسبق، ونقيب المهندسين الأسبق»، بقرية كفر سليمان، بمركز كفر سعد، بمحافظة دمياط، في 22 نوفمبر 1930، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة فارسكور الابتدائية، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم هندسة مدنية من جامعة الإسكندرية عام 1950، وشغل العديد من المناصب حيث عُين محافظًا لدمياط في نوفمبر عام 1976، قبل أن ينتقل لتولي حقيبة الإسكان لمدة 16 عامًا من سبتمبر 1977 حتى أكتوبر 1993، كما تقلد العديد من المناصب العامة حيث تم تعيينه رئيسًا لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة العام 1980، وانتخب نقيبًا للمهندسين العام 1991.
صاحب مدينة الأحلام
بعد صراع طويل مع المرض، توفي رجل الأعمال الدكتور أحمد بهجت، في 21 مايو 2021، ، حيث توفي في الولايات المتحدة الأمريكية بينما كان في رحلته العلاجية الأخيرة قبل الرحيل، فهو واحد من رواد صناعة الأجهزة الكهربائية في مصر فهو مؤسس مجموعة شركات بهجت وشركة جولدي للأجهزة الكهربائية، كما أسس مجموعة قنوات “دريم الفضائية، وأسس بهجت واحدة من أكبر المدينة السكنية الراقية بمنطقة السادس من أكتوبر “دريم لاند” أو أرض الأحلام وكذلك المدينة الترفيهية “دريم بارك”، بالإضافة إلى شركه إنترنت مصر
شيخ العقاريين
يعد رجل الاعمال المصري المهندس حسين صبور، علم من أعلام البناء والتعمير في مصر والمنطقة العربية، ارتبط اسمه بلعديد من النجاحات الكبيرة في مجال العقارات ليصبح علامة مميزة، ولكن رحل شيخ العقاريين في 25 فبراير الماضي، عن عمر 85 عاما.
وتمكن شيخ العقاريين في مشاركة العديد من المشروعات، ليدشن امبراطورية عقارية كبيرة ويشارك في محموعة كبيرة من المشروعات العمرانية الكبرى، حيث شارك في تخطيط وتنفيذ مشروعات بناء المدن الجديدة التي توجهت الدولة لإقامتها من أجل تخفيف الضغط عن القاهرة مثل مدن العاشر من رمضان والسادس من أكتوبر والقاهرة الجديدة والسادات بالإضافة إلي مدينة برج العرب في جنوب غرب الإسكندرية، كما شارك في العديد من المشروعات القومية العملاقة التي أقامتها الدولة مثل مشروع الطريق الدائري حول القاهرة ومشروع مترو الأنفاق.