عرضت كوريا الشمالية في العام 2021، مجموعة من المشروعات الدفاعية كان من ضمنها مشروع إطلاق قمر صناعي عسكري مخصص لأغراض التجسس.
هذا المشروع عادة ما يُخصص له موارد كبيرة على المستوي التقني والعسكري، وفي حالة كوريا الشمالية فإن العقوبات المفروضة عليها – فهي ثالث أكبر دولة معاقبة بالعالم – تمنعها من الوصول لأصغر المكونات المستخدمة في صناعة الأقمار الصناعية، إلا أنه في الربع الأول من 2023، يبدو أن كوريا الشمالية قد وصلت للمرحلة النهائية من عملية الإطلاق.
الأربعاء الماضي، أعلن زعيم كوريا الشمالية “كيم جونغ أون” أن بلاده أنجزت بناء أول قمر صناعي للتجسس، وأعطى الضوء الأخضر لإطلاقه من دون تحديد موعد معين.
تتزامن عملية بناء القمر الصناعي مع إطلاق سلسلة من التجارب الصاروخية الباليستية لصواريخ جوالة وأخرى عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، وتشير إلى تقدم القدرات التقنية والعسكرية لكوريا الشمالية وترسانتها الصاروخية، التي باتت تشكل معادلة ردع حقيقية للقوات الأمريكية وحلفائها في المنطقة، بحسب تقارير غربية.
أعلنت كوريا الشمالية في العام الماضي، أن وضعها كقوة نووية أمر لا يمكن الرجوع فيه، ما يحذف وجود أي نوع من مباحثات نزع سلاحها النووي.
القمر الصناعي الخاص بكوريا الشمالية سيعمل على تعزيز ترسانتها النووية وقدراتها فيما يخص الضربات الاستباقية سواء تلك القادمة من العدو، أو التي تنوي بيونج يانج شنها.
إطلاق كوريا الشمالية للقمر الصناعي، سيدفع بسباق تسلح للفضاء في المنطقة وخاصة مع اعتزام اليابان إطلاق 50 قمر صناعي عسكري بداية من 2024 لتعزيز قدراتها الصاروخية التي تقوم ببناءها على طول امتداد سواحلها بمواجهة الصين وكوريا الشمالية.
ومع تنفيذ الولايات المتحدة لأكبر تدريبات عسكرية مع كوريا الجنوبية خلال سنوات، وتسيير دوريات القاذفات الاستراتيجية، وتشديد حزم العقوبات.
و يتصدر سؤال مجمل تفاعلات العلاقات بين واشنطن وبيونج يانج، هل تنجح العقوبات في تقييد وصول الدول لأخطر تقنيات التصنيع العسكري؟.