21 سنة من المعاناة تعيشها هذه الأسرة الصغيرة، وبدلًا من أن يكون وجود ابنهما مصدر فرحة وسعادة، قدّر الله أن يتحملا من المشقة ما لا يقدر عليه بشر منذ ولادته.
عادل جمال، 21 سنة، مصاب بضمور في المخ، وصل إلى عمر الشباب لكنه ما زال يعيش في جسد طفل، وباءت محاولات أمه وأبيه لعلاجه بالفشل، حتى فاض الكيل ونفدت منهما طاقة الجري وراء الأطباء والذهاب إلى المستشفيات.
استغاثت أم عادل بالرئيس السيسي عبر «أوان مصر» ،فذهبنا إلى منزلهم، مكان صغير مكون من حجرتين، تعج أركانه بالأدوية، بحي “شبرا الخيمة” بمحافظة القليوبية، لنرى رحلة من العذاب والمأساة التي تعيشها الأسرة.
منزل صغير ملئ بالأدوية.. والبداية بـ«صفرة الولادة»
تجلس الأم والألم يعتصر قلبها لعدم استطاعتها علاج ابنها، يخيم عليها التعب والحزن، مصابة بأمراض مزمنة نظرًا لما تعيشه هي وزوجها وابنها الوحيد منذ سنوات في عثرات متتالية، ويستقر بجوارها الأب المصاب بعجز في قدمه، و”عادل” نائم على سريره لا يستطيع الحركة أو التحدث، وينظران هما إليه بألم وضعف وهو ينمو أمامهما ولا يستطيعان أن يفعلا له شيئاً.
تروي الأم بنبرات حزينة وقلب منكسر بداية القصة، فمنذ ولادة ابنها الذي كان لديه “صفرة الولادة”، وهو مرض يمر بسلام، وعالجته والدته منها، إلا أنه ظل يعاني منذ طفولته من بعض الأعراض، فقررت الأم إعادة إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد مرضه، والوقوف على طرق علاجه.
يُعاني من صمام في المخ.. وخطأ طبي تسبب في كارثة
قررت “أم عادل” الذهاب مجددًا للطبيب، وبعد إجراء الفحص والإشاعات تبين أنه يعاني من “صمام في المخ”، وبدأت الام في دوامة مشقة، لأن “عادل” كان في حاجة ماسة إلى عملية جراحية، فذهبت الأم إلى معهد “ناصر”، والذي قرر حجز الطفل لعدة أيام.
بعد إجراء العملية الجراحية، خرج الطفل “عادل” من المستشفى، وظلت الأم تتابع الحالة المرضية له في المعهد، وكان يبلغ حينها سنتين ولكن كل المحاولات انتهت دون جدوى، فقد انفجرت بطن طفلها بعد العملية بفترات لعدم اهتمام الأطباء به، وتركيب جهاز شفط مياه المخ بطريقة خاطئة.
«التأمينات» حجبت عنه الدعم.. والجمعيات الخيرية رفضت علاجه
وأشارت “أم عادل” إلى أن الهيئة العامة للتأمينات، رفعت تأمينا قدره 400 جنيه عن نجلها، بعد أن كانت تعالجه به، وهو في سن الـ 6 سنوات، مبررين ذلك بعدم قيده على إحدى المدارس، فتعجبت الأم كيف يقيد بـ “مدرسة” وهو في هذه الحالة؟
وظلت الأم تعالج ابنها من نفقتها الخاصة، ولكنها أصبحت لا تستطيع الاستمرار، وترى ابنها الوحيد يتألم أمام عينيها وهي ضعيفة لا حول لها ولا قوة وغير قادرة على علاجه. وبعينين تملأهما الدموع، تحتضن ابنها وتنظر للأرض وتقول: “أنا مش عارفة مصيره إيه؟”.
بعد سن الـ 8 سنوات، ذهبت الأم بـ”عادل” إلى كلية العلاج الطبيعي بجامعة عين شمس، على أمل الشفاء ولكن لم تنجح جلسات العلاج، وتضيف أنه في كل مرة تذهب به إلى مستشفيات يقول لها الأطباء لا يوجد علاج لحالة ابنك.
كما تواصلت الأم مع جمعيات خيرية لكي تتولى علاج ابنها، ولكن كان الرد صادماً بالرفض دائمًا، مبررين السبب بضعفه الشديد. وبألم وحزن تقول أم عادل: “طيب أروح بابني فين؟”.
لا يأكل غير «السريلاك».. وطبيب قال لها: «ده ميت»
تستكمل الأم حديثها والدموع حارة على خديها: “عايزة لابني الرعاية، هعمل المستحيل لغاية ما يشفيه الله، بس أنا بتعذب بيه كل يوم”. وتحكي أنها ذهبت به ذات مرة لطبيب فقال لها: “عايزة تعالجيه ليه .. كده كده مَيت؟”، ليصعق الأم بكلماته بدلًا من أن يساهم في إسعاف ولدها، بل زاد الألم ألمًا.
وتستمر الأم في البكاء قائلة: “مش معايا إلا هو”، مشيرة إلى أنه لا يستطيع الأكل بشكل طبيعي، فكل ما يأكله هو الـ”سيريلاك”، ويأكل علبتين يومياً، ويقضي حاجته في الـ”بامبرز”.
في العام الماضي، أجرت الأم محاولة جديدة لعلاج ابنها، فذهبت به للنائبة ثريا الشيخ، عضو مجلس النواب سابقا عن دائرة شبرا الخيمة، للمساعدة في منحه معاش “تكافل وكرامة” أو “معاش إعاقة”، وأفادت البرلمانية للأم أن الإجراءات تتطلب عرض ابنها على لجنة طبية، وأوضحت النائبة أن اللجنة التي ستجري المعاينة لابنها متواجدة بـ بنها عاصمة القليوبية التابعة لمحل سكنهم، بينما قالت الأم إن الأمر يصعب عليها لضيق الحال وعدم استطاعة استئجار مركبة ليذهبوا بها، ففشلت المحاولة.
الأُم تناشد «الصحة» و«التضامن».. وتطلب «كرسي متحرك»
ناشدت “أم عادل”، من خلال “أوان مصر”، وزارتي الصحة والسكان، والتضامن، باسترداد حق “عادل التأميني”، والذي امتنعت التأمينات عن صرفه، وذلك نظرًا لما سبق ذكره أن عادل غير مقيد على أي مدرسة.
وطالبت الأم في استغاثتها بمن يكفل طفلها، مثل دار رعاية، أو توفير كرسي متحرك لعدم استطاعتها خدمته، ذلك نظرًا لكبر سنها، مضيفةً أنها لا تستطيع الآن التحرك مثل الماضي.
فيديو.. أم تصرخ بالدموع على باب الرئيس.. الحقني ابني تعبان وانا والله ما قادرة أكمل