ملف سد النهضة الإثيوبي، قبيل ساعات من انعقاد جلسة خاصة لـ مجلس الأمن الدولي، سعت إثيوبيا لإتخاذ إجراءات تخفف من حدة الضغط الدولي عليها.
مراوغة إثيوبيا الجديدة لتعطيل قرار مجلس الأمن
فقد كشف السفير مجدي عامر، سفير مصر السابق لدي الصين، في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، مراوغة أديس أبابا الجديدة لتعطيل قرار مجلس الأمن بشأن سد النهضة.
قال عامر أن إبلاغ إثيوبيا مصر في خطاب موجه لوزارة الرى، عن بدء مرحلة الملء الثاني للسد، بحمل وراءه مراوغة وتشويه لحقيقة الموقف المتعنت لحكومة آبي أحمد، وإجراتها الأحادية منذ بداية ملء السد، في انتهاك صريح لإتفاق إعلان المبادئ في عام 2015.
فقد تلقى الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية، خطاباً رسميًا من نظيره الاثيوبي يفيد بأن إثيوبيا تبدء في عملية الملء الثاني لـ سد النهضة. دون توضيح تفاصيل الملء سواء بالكميات المقرر حجزها وراء السد، أو المدة المقرر حجز المياه فيها.
وأشارت تقارير إعلامية أن السد لن يستطيع تخزين أكثر من 6 مليارات متر مكعب بدلا من 15 مليار متر مكعب، حيث إن الممر الأوسط للسد لم يتم اكتمال بناءه، إلا أن الحكومة الإثيوبية أكدت أن الملأ الثاني سيتم بشكل كامل.
وأوضح عامر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لشئون مياه حوض النيل أن أديس أبابا، تعمدت عدم استكمال ببناء الجزء الأوسط، مما يسمح لها بتنفيذ الملء الثاني، دون كميات كبيرة مما سيثير سخط المجتمع الدولي عليها.
سد النهضة
وتابع عامر، أن أديس أبابا تملأ بعض كميات المياه خلف السد، ثم تمرر كميات أخرى، باتجاه السودان ومصر، من خلال البوبات السفلية للسد، حتى تظهر أمام المجتمع الدولي أتها لا تضر بالمصالح المصرية السودانية، وتعى دول المصب ذلك.
وأضاف السفير السابق لدى بكين، أن إثيوبيا تريد أن تصدر للعالم أنها مسالمة، لتعمل مناورات، لتخفف من تعنتها نتيجة الضغط المصري عليها، حيث خفضت كمية المياه المحتجزة للملء الثاني، حتى لا يلحق ضرر مباشر بالسودان.
وقد كثف الوفد المصري المفاوض حول ملف سد النهضة بنيويورك، بقيادة وزير الخارجية سامح شكري، مباحاثاته مع ممثل الدول الأعضاء بمجلس الأمن، لكشف الموقف الإثيوبي المتعنت تجاه أزمة سد النهضة، للوصول لاتفاق عادل وملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد، بما يضمن عدم المساس بحصص مصر والسودان المائية، فقد ألتقى شكري بممثلي دول الهند والصين وتونس وروسيا وأستونيا.
النتائج المحتملة لـ مجلس الأمن
وحول القرارت المحتملة لجلسة مجلس الأمن الدولي، قال عامر، أنه من المتوقع أن يصل المجلس لصيغة توافقية لحل الأزمة، أو يمكن أن لا يصدر أي صيغة كذلك ويكتفي المجلس بإصدار بيان فقط، يدين إثيوبيا، والتوصية باستكمال التفاوض تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، وهو ما حدث طوال 10 أعوام ماضية.
وأضاف عامر أنه يرى طبقا للمعطيات الحالية للأزمة أن المجلس سيصدر قرار عام، لن يفضي لشئ جديد في حل الأزمة.
وحول ذلك قال أن ذلك خطوة دبلوماسية لابد أن تخطوها القاهرة، أمام العالم كله، لتثبت نيتها الكاملة نحو حل القضية بالطرق السياسية والسلمية.
قضية سد النهضة
ولتكشف القاهرة والخرطوم الموقف التعنتي لإثيوبيا، أمام العالم، ليؤكد أن مصر اتخذت كل الطرق الخطوات الممكنة مع تلك الدولة المتعنتةـ، بحيث إذ لجأت القاهرة مستقبلا لأي عمل آخر، لحل أزمة سد النهضةـ يصبح لديها المبرر.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون مياه حوض النيل سابقا، ان مصر لديها حلول كثيرة لتسوية الأزمة، من بينها العسكرية وأخرى، تحفظ عامر عن توضيحها.
إثيوبيا لن تلتزم بأي قرار من مجلس الأمن
كما أبدى السفير مجدى عامر، مساعد وزير الخارجية لشئون مياه حوض النيل سابقا حول اجتماع مجلس الأمن اليوم، بخصوص سد النهضة، عن استبعاده إلتزام إثيوبيا بأي قرار من مجلس الأمن، وتوقع عامر أن نظل على موقفها التعنتي في إدراة الأزمة.
وقال السفير مجدى عامر، في تصريحات خاصة لـ أوان مصر، أن أي قرار سيصدر من مجلس الأمن لن يكون بصفة إلزامية، على إثيوبيا، وأوضح أنه حتى يصدر قرار يلزم إثيوبيا بشئ ما، لابد أن يحدث توافق من مجلبس الأمن، وهذا لا يحدث في جلسات المجلس.
وأضاف أن هدف مصر من إرجاء ذلك من المجلس، حتى تبرئ ذمتها، أمام العالم، فهي قد اتخذت كل الإجراءات الدبلوماسية اللازمة، مما يكشف تعنت الموقف الإثيوبي تجاه الأزمة أمام العالم، إذ لجأت مصر لكل الوسائل لكن أصرت على مواقفها.
وأكد عامر أن إثيوبيا لن تلتزم بقرار مجلس الأمن مهما كان القرار الصادر منه، فعلينا أن نكون مدركين لذلك، وأن نكون صبورين في التعامل مع الأزمة، مشيرا أن القيادة السياسية المصرية تعي خطورة الموقف، ولديها من الحلول الكثير بعد اللجوء لقمة الهرم الدولي.