كشف الدكتور أحمد فؤاد نور أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية بأن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بوقف إطلاق النار في غزة بالرغم من نواقصه إلا أنه لطمة كبرى لإسرائيل.
وآوضح أن الجانب الإسرائيلي حاول الهروب والتملص من إصدار قرار كهذا على مدار الشهور الماضية، وكانت الولايات المتحدة تسانده باستخدام حق النقض “الفيتو”، ومن هنا تقدمت الجزائر بمشروع قانون قرار وقف إطلاق النار بوصفها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، ثم مساندة أربعة عشرة دولة أخرى لهذا المشروع.
وأكد أن القرار صدر بأغلبية أربعة عشر دولة دون معارضة، إلا أن الولايات المتحدة اكتفت بالامتناع عن التصويت، يعد هذا مؤشر سلبي لإسرائيل، بل وبالغ الخطورة على مستويات عدة.
العدوان الإسرائيلي مجبر على وقف إطلاق النار
وفسر عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية مستويات الخطورة على العدوان الإسرائيلي، وهي كالاتي:
المستوى الأول، الولايات المتحدة تراجع موقفها أنها تتخلي عن مواقف سبق وأن تمسكت بها لأيام مضت ،منذ أيام كانت الولايات المتحدة تربط وقف إطلاق النار بالافراج عن المحتجزين الأسري، اليوم تخلت عن هذا، ويعتبر هذا مؤشر على الغضب الأمريكي من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، قائلًا إن الأمر يتناول بالضرورة معوقات أو تعطيل متعمد من جانب الإدارة الأمريكية لشحنات عسكرية وذخيرة تطلبها اسرائيل.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تريد تعطيلها لأسباب روتينة، ووفقا للإدارة الأمريكية هناك رغبة في تعطيل هذه الشحنات خاصة المتقدمة منها في التكنولوجيا في ظل إصرار الجانب الإسرائيلي على عملية عسكرية في رفح ،وعلى سياسات تدعم الإستيطان ،فهذا أمر مقلق للغاية فإنه يمكن استخدامه في محكمة العدل الدولية حين لا يكون هناك التزام اسرائيلي بالقرار.
وتابع: الدول الأربعة عشر التي ساندت القرار ملزمة باتخاذ سياسات تتفق مع القرار، فلا يعقل أن تكون هذه الدول تطالب بوقف إطلاق النار، وتتعاون مع إسرائيل اقتصاديا أو أمنيا أو إعلاميا، فهناك تبعات وتداعيات سلبية على حكومة نتنياهو بالطبع، ومن المتوقع أن لا يستجيب سريعا لهذا القرار بل سيحاول أن يفرغه من مضمونه وتجاوزه، لكن في النهاية سيرضخ، والساعة الرملية لوقف العدوان بدأت بالفعل.خن
وقال “فؤاد” إن حركة حماس رحبت بدعوة مجلس الأمن الدولي بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة وشكرت الجزائر وكل الدول التي ساندت، معلنة عن الانخراط السريع في صفقة تبادل الأسرى.
وأعربت عن رغبتها في تلقي مساعدات خاصة لإزالة الجثث وإزالة الركام وهذا يدل أن هناك بعض الخبرة والحنكة في بعض المراعاة لأوجاع الشعب، والصمود أسطوري من قبل الشعب الفلسطيني والرغبة في عدم انكسار الإرادة واضح، ولكن في نفس الوقت إذا كان هناك مجال أو أمل لانتزاع الحقوق عبر التفاوض، عبر السياسة، فلا بأس الأمر يتعلق في الأساس بالتمهيد لدولة فلسطينية لوقف العدوان على القدس.
الشعب الفلسطيني تحمل أعباء كبيرة
واستكمل الدكتور أحمد فؤاد: أعتقد إن التضحيات التي تم تقديمها من خلال الحرب البربرية الهجمية من قبل قوات الاحتلال قد تثمر التفات دولي للقضية الفلسطينية ،عن طريق إعادة ترتيب أولويات العالم ،حيث كانت القضية الفلسطينية ذهبت أدراج الرياح وكانت أولوية متأخرة بعد ملفات أخري عديدة ،حاليا هي مطروحة بقوة ،والحديث عن دولة فلسطينية ،وحل الدولتين بات يصدر من الولايات المتحدة ،دول عديدة ،اعتقد إن التضحيات لن تذهب سدى ،وستكون هناك محاسبة في الجنائية الدولية أمام محكمة العدل الدولية إزاء تلك الجرائم