«قالتله عطشانة.. دخل خرطوم ميه جو بقها وكتم نفسها».. تلك كانت اللحظات الأخيرة التي عاشتها فتاة قبل موتها وتعذيبها على يد والدها داخل منزلهم بعدما قام بتعذيب أشقاءها الـ5 بعد احتجازهم داخل غرفة النوم.
يدعى الأب القاتل «محمد الصاروخ»، مقيم بعزبة أبو سعيد في كفر الشيخ، وأولاده الـ6: «يارا» و«بسنت» و«سهيلة» و«سفيان» و«سهيل» و«ليزى»، يعيشون برفقته، عقب طرده أم أبنائه، فقبل 3 أشهر، خرج والدهم من السجن، بعد قضاء 36 شهرًا حبسًا في قضية مخدرات، ولديه 27 حكما قضائيا في قضايا مختلفة.
وتعود تفاصيل الواقعة عندما كان الأب يعذب أولاده لمده 9 ساعات متوصلة تارة يمسك خرطوم أنبوبة الغاز، وينزل به على أجسادهم، وأخرى يمسك بسكين في يده، ويصيح فيهم: «اللى هيتنفس فيكم هدبحه»، يكتم الصغار صراخهم وأوجاعهم، حتى الطفلة «ليزى» التي لم تتم عامها الرابع بعد، لم تستثنى، والأخت الكبيرة كانت ترجوه «يا بابا طيب حرام دى الصغيرة»، فيزيد في ضربها.
وأضافت والدة الأطفال “أمل عبد الحميد”: «كنت بكلمهم في التليفون خلسة، وخايفة أجيلهم»، مشيرة إلى أنها تركت منزل الزوجية بـ«علقة موت»، وعلى أثرها أُصيبت بكسر في ذراعيها.
قتلت أختى.. لازم تتعدم
وفي الصباح، عندما طلب من «بسنت»، 12 عامًا، أن تحضر له الإفطار، قالت: «مش قادرة أقوم من مكانى»، فكانت نهايتها القاسية.
«فضل يخبط فيها في الحيطة، ويضربها على وشها»، تحكى «يارا»: «أختى قالت له: (يا بابا عايزة أشرب)، فحملها إلى دوره المياه «حط خرطوم المَيّة في بُقّها، وسدّ أنفها وأذنيها بيديه، ولما وقعت من طولها قعد يقولّها إنتى بتمثلى، وقوّمها، وقعد يخبطها في الحيط».
وفي المستشفى، أكد الأطباء وفاة (بسنت)، وضبطت الشرطة المتهم، وفى البيت، وجدوا بقية الأشقاء بين الحياة والموت، إذ كان الطفل «سفيان»، 8 سنوات، أذنيه تكاد تكون مقطوعة، وأخته «سهلية» وجهه ملئ بالكدمات والجروح مثل إخواتها فكانت حالتها الصحية الأكثر خطورة واستلزمت احتجازها.
وفي مركز الشرطة، أمسكت «يارا» بملابس أبيها: «قتلت أختى.. لازم تتعدم»، فيعترف بأنه جهز «سلخانة تعذيب» لتأديبهم وقهر قلب أمهم.
وقررت النيابة العامة، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن الفتاة المتوفاة المجنى عليها، وطلبت عرض بقية أشقائها على الطب الشرعى لبيان ما بهم من إصابات وسببها، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها وصولًا إلى حقيقتها والتحفظ على أداة الجريمة.