شهدت قرية الصنافين نطاق ودائرة مركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، حادثًا مآساويًا، إلا أنه ضرب مثال الأبوة، حين تكون عنوانًا للبقاء من أجل الأبناء، او الرحيل من أجل بقائهم أو رحيلهم، إذ توفي رجلًا، حزنًا على وفاة إبنته، بعد ان ظل طويلًا ، يناجي ربه بشأنها ، إلا ان القدر كان عليه أشد وأٌوى، حينما توفيت الفتاة ، تأثرًا بمرضها.
وبعد طول انتظار، تفاجئ الأب، عندما كان يجلس في منزله ، بـ وفاة نجلته التي ظلت داخل إحدى مستشفيات محافظة الشرقية، طريحة فراش المرض، تحت إقامة جبرية، ليكون خبر وفاة نجلته صدمة وغصة سكنت قلبه أودت بحياته في لحظات معدوادت، إذ به يلفظ أنفاسه الاخيرة، حزنًا على فراق نجلته.
وفي التفاصيل، فقد شيع أهالي قرية الصنافين، إحدى قرى محافظة الشرقية، وتحديدًا نطاق مركز منيا القمح، جنازة الأب وابنته، والتي ترافق السير فيها بين نعشين، حملها الأهالي على أكتفاهم، وصولًا بهم إلى صلاة الجنازة، من ثم تشييع جثمانهم إلى مآواهم الأخير، بمقابر العائلة، وسط حالة من الحزن الشديد، التي عاشها أهالي المتوفيان.
حيث ظلت الفتاة في إحدى المستشيفات تُعالج من مرض عضال، وكان حديث الأطباء لا يطمئن والدها كثيرًا، كلما زارها عاد إلى المنزل ليصلي إلى ربه يناجيه، حتى في ليلة من الليالِ ، وصل الرجل المعروف بين أهالي بلدته بـ الحاج عصام عفيفي، إلى منزله ، بعد ان عاد من المستشفى عقب الانتهاء من زيارة نجلته، ونام ليلتها ، ليستعد لزيارة أخرى .
إلا ان الرجل قد تفاجئ بأن نجلته الحبيبة، قد فارقت الحياة، في صول لخبر وفاتها من المستشفى التي أودعت بها، فاستقبل الخبر بدموع غمرته، وقلب باكِ وإيمان مُسلم وخاشع للقضاء والقدر، إلا انه ظل يبكي، حتى جاءت ابنته إلى البلدة، استعدادًا لصلاة الجنازة عليها، إلا ان سقط مغشيًا عليه هو الأخير.
وبفحص والد الفتاة المسكين، وجد أنه فارق الحياة تأثرًا وحزنًا على رحيل نجلته، إذ حملهما الأهلي في نعشان ترافقا السير إلى مسجد لأداء صلاة الجنازة، وسط دعوات من الجميع، بإن يجعل مثواهما الجنة هما الإثنين.