قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن اغتيال وائل المبحوح في قطاع غزة، خاصة بالنظر إلى دوره في ادخال المساعدات إلى شمال غزة، وبالرغم من أنه لم يكن قائدًا بارزًا، إلا أنه كان ينتمي إلى الكوادر الثالثة ضمن حركة المقاومة الفلسطينية “حماس“؛ لذا، يمكن أن نعتبر اغتياله جزءًا من سياسة إسرائيل في استهداف جميع القيادات المتاحة لها، ولكن ينبغي أن نلاحظ أن عملية الاغتيال لن تؤثر بشكل كبير على عملية المفاوضات التي تجري في الدوحة.
هل تعني تطورات اليوم في مستشفى الشفاء أن إسرائيل لن تتوصل مع حماس لأي هدنة وأن المفاوضات شكلية؟
قال، فهمي، في تصريحات خاصة لـ موقع “أوان مصر”، يرى البعض أن اقتحام مجمع الشفاء وعملية الاغتيال يهدف إلى عرقلة المفاوضات، ولكن في الواقع، ما يحدث على أرض الواقع من ترتيبات أمنية وعمليات عسكرية في القطاع، بما في ذلك استهداف المقار والمنشآت، يعد أمرًا منفصلاً عن عملية المفاوضات، حيث أنها لا تتأثر بهذه الأحداث وتستمر فترة تصل إلى ثلاثة أسابيع للوصول إلى حلول، وما يحدث من تصعيد عسكري في القطاع واستهداف المقار ليس له تأثير على استمرارية المفاوضات.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أما بالنسبة لاستهداف المقار السابقة، فإنها تعد أخطاء قاتلة، حيث يتم استهداف كوادر “حماس” بشكل علني، وفيما يتعلق بطريقة تنفيذ الاغتيال، خاصة مع استيلاء إسرائيل على مستشفى الشفاء؛ لذا، نشعر بالشك في أن يكون المبحوح قد تمت تصفيته تحت المستشفى، هذه المعلومات تصب في إطار التشويش والحرب النفسية على القيادات والكوادر التي تتواجد تحت الأرض حتى تظهر .
ماهي الدلالات السياسية للمكالمة الأخيرة بين جو بايدن ونتنياهو؟.. وهل تعد تلك المكالمة بداية لسياسية جديدة ستنتهجها أمريكا بشأن الحرب في غزة؟
قال، تمت مكالمة بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو بعد قطيعة دامت شهرًا، وتم التأكيد من خلالها على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وارسال وفد يشير إلى استئناف الحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة في عملية رفح، ويأكد على أن لا اجتياح برفح ولكن اكتفاء بعمليات نوعية وتحميل حركة حماس مسئولية ما يجري ويطالبها باستمرار التنازلات.
وتابع، في تقديري أن المكالمة تطييب خاطر للإدارة الأمريكية نتيجة الشد والجذب التي تمت بين بايدن ونتنياهو خاصة أن الرئيس الأمريكي استقبل بيلي جانتس، فلا توجد كيميا بين بايدن ونتنياهو ولا توافقات وإن بايدن لا يثق في نتنياهو، ولم يحصل على ضمانات من نتنياهو بإتمام عملية رفح، إسرائيل ستقرر أمنها، بدون الاستماع إلى أي طرف، فنرى أن بالفعل إسرائيل قامت بغارتين يوم الإثنين على مدينة رفح وأخرى الأحد فلا يمكننا قول كلمة “اجتياح” فهي ليست كذلك، بل يقوم نتنياهو بعمليات نوعية في عمق المدينة، وعمليات تكتيكية، فلم ينتقل الفلسطينيون إلى منطقة المواصي.
كيف ترى مستقبل المشهد السياسى المضطرب حالياً؟
أجاب فهمي قائلا “المشهد الان عبارة عن سيناريو مفتوح لا يمكن التنبؤ به ،ولكن في كل الأحوال ستبقي إسرائيل موجودة في القطاع، قوة احتلال مقيمة على الأرض، لن توجد سلطة فلسطينية، المطروح سلطة عشائرية والسلطة العشائرية بدأت إسرائيل التعامل معها كسلطة بديلة ،السلطة الفلسطينية لن يكون لها دورا بهذا الوضع إلا بعد إعادة تعويم دورها أمريكيا وهذه الخطوة ستأخذ فترة ليست بالقليلة، إسرائيل سيكون لها تواجد داخل المدينة حيث يتاح الفرصة للجيش الإسرائيلي بالدخول والخروج من رفح مثل مناطق “ج” بالضفة الغربية، انتهت حماس من القطاع وستظل تفاوض وتتمسك بملف المحتجزين لأطول وقت ممكن، لكي تظل بالمعادلة الفلسطينية، لكن في نهاية الأمر إسرائيل سلطة احتلال موجودة في القطاع .