منذ انتخاب حكومة على زيدان تمكنت بعض القوي من فرض إردتها بقوة السلاح واصبح شبح الحرب وارد منذ 2014 بعدما استغلت أطراف عديدة ضعف الحكومات المتعاقبة وحالة الفراغ السياسي في البلاد نتج عن ذلك تدخل البعثة الأممية للدعم في ليبيا و بعض القوئ الإقليمية والدولية بانتزاع المبادرة في تحديد الحكومات المقبلة.
وبالتحديد منذ تولي ليون تم كوبلر سلامة ومن بعدهم السيدة الرائعة استيفاني ويلمز كل هؤلاء المبعوتين والدول الفاعلة في الملف الليبي استطاعت إقصاء الأطراف الداخلية من اتخاذ اي مبادرة تمكنهم من حكم ليبيا وهذا ما نتج عنه صراع بين الإسلام السياسي بكل تنوعاتة والقوى الأخرى بقيادة حفتر والذي انتهى بحرب على أسوار العاصمة طرابلس.
وتدخل أيضا القوى الفاعلة و المؤثرة في المشهد السياسي الليبي بأن أعطت الأوامر لكل تلك الأطراف بإيقاف الحرب والدخول في عملية سياسة ابتدأ من باليرموا ومرورا بباريس 1و 2 وبرلين 1 و 2 وانتهاء بموتمر جنيف برعاية استيفاني حول خطة انتزعت فيها الصلاحيات التشريعية من مجلس النواب و الاستشارية من مجلس الدولة.
وقامت بزرع قلب صناعي يعمل من جنيف على ضخ الدم للعملية السياسية في ليبيا عندما اختارت لجنة 75 من كل الأطراف الفاعلة على الأرض الليبية من اتباع النظام السابق و اتباع الكرامة واتباع الإسلام السياسي تمكنت استيفاني من جعل كل هؤلاء بالمشاركة في انتخاب رئيس حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي وفق محاصصة الحالة اللبنانية بعد الحرب الأهلية ومع ذلك لم تكن هناك معارضة شعبية باعتبار ان البلاد قد انهكت بالحروب وان الأوضاع الاقتصادية أثرت بشكل مباشر في حياة المواطن اليومية هذا الأمر جعل الشعب يقبل خطة إيقاف الحرب وبزوغ حكومة تعمل على مهمه محددة وهدف محدد وهو الوصول للانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24.12.2021.
ومهمة المجلس الرئاسي خارطة طريق نحو المصالحة الوطنية إلا ان هذه الخارطة فشلت بعد تجاوز تاريخ الانتخابات المحددة وحالة الغليان التي سادت الشارع الليبي و الانسداد السياسي عقب تخلف الحكومة والمفوضية العليا للانتخابات ومجلس النواب ومجلس الدولة في تنفيد رغبة الشعب في إنهاء المرحلة الانتقالية وخاصة أن الشعب تفاعل مع المفوضية.
وقدم نمودج مبهر يدل على الرغبة الوطنية في انتخاب رئيس للبلاد وانتخاب مجلس تشريعي حقيقي الا ان الأطراف الفاعلة كشرت عن انيابها في الاستمرار في الحكم وفق مخرجات جنيف وتناسوا الالتزام أمام العالم والشعب انهم لن يكونوا جزء من اي حكومات في المستقبل.
ومع ذلك تفاجأ الشعب الليبي بحالة استمرار دكتاتورية حب الانفراد بالحكم وزاد الأمر صعوبة بعد حالة التخبط والصراع بين مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية وحتى نكون منصفين للحكومة انها قادت مرحلة من الاستقرار على كل المستويات عكس حكومة السراج والحكومات التي قبلها ورغم المحاصصة والفساد المشترك بين الحكومة ومجلس النواب ابتدأ من اختيار الوزراء وصولا إلى إهدار المليارات وفساد بعض الوزراء وتدخل النائب العام في ذلك كل هذه المخرجات جعلت الشعب يضغط نحو إنهاء الحكومات الانتقالية لكن الإرادة الشعبية كانت ضعيفة ولم تتمكن من انتزاع حقها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24.12.2021.
وبذلك عمل مجلس النواب على خلق حالة جديدة من التحالفات بعد التقارب المصري التركي أصبح هناك توافق بين مجلس النواب والدولة على إنهاء مرحلة الحكومة الانتقالية وبعد تحميلها الاخفاقات جميعا وخاصة ملف الانتخابات طرح مقترح جديد بأن يكون باشاغا رئيس حكومة الاستقرار يتعهد من خلالها الي تحديد الهدف في الوصول إلى انتخابات برلمانية ورئاسية حسب مواعيد محددة ووفق قواعد دستورية واضحة المعالم.
وما جاء في كلمة الرئيس ليلة امس عندما تحدث عن عدم اعترافه بما يحدث من تقاسم للسلطة على شواطي طبرق ولن يسلم السلطة الا الي سلطة منتخبة وهنا السوال الحقيقي الذي يوجه الي السيد الرئيس لماذا لم تحترموا تعهداتكم أمام شعبكم في إقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 24.12.2021 لماذا انت شخصيا دخلت في سباق الترشح الرئاسي رغم تعهدكم المكتوب بعدم الدخول الي الترشح في الانتخابات؟
لماذا أعطيت فرصة وضخ الدم لقلب مجلس النواب والدولة وهما في حكم الموت السريري؟ السيد الرئيس لأنك لا تملك فريق استشاري سياسي قادر على معرفة حقيقة ما دبر لكم من بوزنيقة الي اسطنبول الي القاهرة كل تلك الصفقات كانت تعمل لابعادكم عن الاستمرار.
وانت لم تكن تملك القدرة القيادية لاحترام الناخب الذي هو من يملك ان يقول لا ويقول نعم سعادة الرئيس انصحكم بالبحث عن مخرج مشرف لكم يحافظ على بعض النتائح التي تمكنت من إنجازها للشعب ابحث عن مخرج ولا تكون سبب في قيادة البلاد إلى عودة الموت بدل ما كنت قد اسست عودة الحياة سعادة الرئيس اعطي فرصة لمجلس النواب والدولة ان يكون في اتفاقهم الخروج بالبلاد من حالة الحرب الي السلام الدائم ويبقى العمر وقفت عز اناشدكم بأن تحقن دماء الليبيين وتفويت الفرصة على من يعمل على ذلك وخاصة القوة الخارجية.
بقلم الدكتور رجب المريض استاذ العلوم السياسية بجامعة بني وليد