كتبت-رنا تامر عادل
إذا كنت واحدًا من عشاق الرياضة فبالتأكيد أنك قمت باستخدام جهاز المشي التريدميل، وبالتأكيد أيضًا تعرف حجم المعاناه والجهد الذي تبذله بعد نصف ساعة من الجري. ولكن مستحيل أن يخطُر في بالك أن هذا الجهاز الرياضي، الذي تستخدمه لبناء عضلاتك، كان في الماضي وسيلة تعذيب.
منذ مائتي عام، تم اختراع جهاز المشي في إنجلترا كأداة لإعادة التأهيل داخل السجون. كان من المفترض أن يتسبب في معاناة المسجونين. في عام 1818 اخترع ويليام كوبيت جهاز المشي، وكان له عدة أشكال في البداية ولكن نسخته الأكثر شهرة، والتي تم تركيبها في سجن بريكستون في لندن ، تضمنت عجلة عريضة.
كان السجناء يضغطون بأقدامهم على درجات مثبتة في العجلة العريضة، مما يحركها، فتنقلهم إلي الخطوة التالية وهكذا. وتم توصيل جهاز الجري في سجن بريكستون بآلات تحت الأرض لطحن الذرة، لم يكن الأمر ممتعا.
وكان يتسع جهاز المشي هذا لحوالي 24 سجينًا، يقفون جنبًا إلى جنب على طول العجلة العريضة. وسرعان ما تضمنت معظم أجهزة المشي حواجز بحيث لا يتمكن السجناء من الاختلاط والتواصل. وكانوا يكدحون لمدة عشر ساعات في اليوم في الصيف، وسبع ساعات في الشتاء.
وجاءت فكرة العمل الشاق داخل السجون في إنجلترا عندما بدأت السجون في توفير المتطلبات الأساسية للسجناء مثل الطعام والشراب والملبس، فخافت الحكومة من ارتفاع معدل الجريمة بين الفقراء الذين كانوا مستعدون للدخول إلي السجن للحصول على الطعام المجاني، فلجأت السجون آنذاك لفرض العمل الشاق والمؤلم بواسطة جهاز المشي هذا.
ولكن في عام 1885 ماتت مسجونة في مدينة درم البريطانية على جهاز المشي لأنها مصابة بمرض في القلب. وأدي ذلك الحادث إلي استنتاج أن جهاز المشي ليس مفيدًا، وقد أثبت أنه مؤذي في بعض الأحيان. وتم سن قانون عام 1898 إلى إنهاء استخدام جهاز المشي داخل السجون. بحلول عام 1895، كان هناك 39 سجن فقط يستخدمه في جميع أنحاء بريطانيا، و 13 فقط بحلول عام 1901.
والآن أصبح جهاز المشي متطور للغاية ويُتيح للأشخاص الجري أو المشي حتى في الطقس العاصف، في المنزل أو في صالة الألعاب الرياضية. صحيح أنه جهاز مؤلم وأحينًا ممل ولكن نصعد عليه بأختيارنا.
اقرأ ايضا: