ضاقت بهم الدنيا ، وضعف بهم الحال ، استنجدوا بالكثيرين ، إلا أن الاستنجاد لم يجدي نفعًا ، وناشدوا الكل كافةً ، حتى تصل استغاثتهم للجماهير وللمسؤولين على حد سواء ، لرفع المعاناة عن كاهلهم ، أسرة بأكملها ، شاء القدر ان يضعهم في امتحانٍ غير هين ، وتحملوا من المتاعب والمشقة أكثر مما ينبغي ، وكانت البداية بتعرض الأبن الأكبر للأسرة والذي يعولها بأكملها ، لحادث قطار ، افقدته القدرة على العمل ، ليبدأو مشوارهم في المعاناة مع الحياة.
العائل الوحيد لأسرته ، تعرض لحادث قطار منذ 4 سنوات مضت ، ونتج عن الحادث بتر في قدميه وذراعه الايمن ، ومن بعد الحادثة أصبح يعاني من صدمة عصبية ، كما أصبح عاجزاً تمامًا عن الحركة.
وقد ناشدت والدة المصاب أوان مصر بإجراء زياره إلى منزلهم، وذهبنا إليهم ورأينا والدته في حالة من الحزن والمأساة بسبب ما حدث لـ نجلها الأكبر وعائلها الوحيد بعد الحادث.
وداخل أروقة منزلهم ، رأينا عمر ضحية حادث القطار ، ووجدنا شقيقه الأصغر مصاب بمرض نادر في عينيه ، كما وجدنا شقيقته لا تستيطع استكمال «الماجستير»، نظراً لظروفهم الإجتماعية والمعيشية التي تعرضوا لها إثر الحادث الذي ضرب بعمود رب أسرتهم منذ 4 سنوات.
وتروي «عزيزة السيد»، والدة «عمر مصطفى محمد إنه يبلغ من العمر 24 سنة ، مقيم بـ مدينة «ميت غمر»، في محافظة الدقهلية، البالغة من العمر 45 سنة لـ «أوان مصر» معاناتها مع إبنها الأكبر وعائلها الوحيد الذي كان يعولها، بعد إنفصالها عن زوجها منذ 8 سنوات، وكان حينها “عمر”، طالبًا في “الثانوية العامة”، وبعد ذلك حول مسار تعليمه “للثانوي الصناعي”، بسبب ظروف معيشتهم ، ومساندة والدته وشقيقته ندى التي حصلت على بكالوريوس تجارة وفي تمهيدي ماجستير، كما يعول شقيقه احمد 18 سنة طالب بالثانوية العامة، والذي فقد بصره بميكروب “هرادا” النادر.
تفاصيل تعرض الأبن لـ حادث قطار:
تروي الأم لـ “أوان مصر”، قائلة: بعد ما كان ينتهي «عمر»، من عمله كان يذهب للجلوس على مقهى بجانب السكك الحديدية، فخرج من المقهى مسرعاً، فاصطدم بالقطار ونتج عنه بتر في قدميه وذراعه الأيمن، وأخذوه الأهالي لـ “مستشفى ميت غمر العام”.
وسردت الام تفاصيل الحادث
تقول: عندما ذهب الاهلي لـ والد عمر بعدما تعرض للحادث وذلك بغرض التدخل ، ليعول الأسرة ، أو ليهتم بأمر إبنه ، لم يبالي بالنداء ، ولم يبلي رجاء الأهلي الذين حاولوا التدخل فيما بيننا لتعود الامور لطبيعتها ، أو ليعود كما كان ابًا يتباهي به إبناءه امام الجميع ، إذ تفاجئت أخت عمر باستغاثات الاهالي لأبيها ، ولم تكن تعلم الام شيئًا عن وقوع الحادث ، فأبلغت الام على الفور قائلة نقلًا عن لسان إبنتها “يا ماما الحقي عمر القطر خبطه”.
وأكملت الام في حوارها لـ اوان مصر: شعرت بالصدمة الشديدة ، ولا أعلم ما الذي يجري أو ما الذي حدث ، فذهبت الام مسرعة إلى المستشفى العام ، لتجد إبنها على أجهزة التنفس الصناعي ووسط الممرضين والاطباء ، وهي لا تعلم أي شيئ عن وقوع الحادث ، ووقفت تتسائل ، إذ تلقت الصدمة الموجعة من الطبيب ليقول لها “إبنك مش هيطلع عليه صبح”.
وتابعت الام، بعد إجراء إجراء عملية جراحية لعمر ظللت جليسة برفقته بالمستشفى على مدار 3 أشهر متتالية، ففاجئني الاطباء ثانيةً ، إنهم سيعيدون اجراء العملية مرة أخرى ، وذلك نظرًا لتلوث في جرح.
وأضافت الاُم بكل حُزن وأسى على ماحدث لـ نجلها الذي كان يساندها، بعد الخروج من المستشفى بدأت المعاناة الحقيقة التي تعيشها الام منذ 4 سنوات إلى الان، وخصوصاً بعد ما قطع عنها طليقها النفقة وقدرها 1200 جنيهًا، فزادت معاناة الام أكثر مما كانت عليه.
إذ تابعت الام في حوارها لـ أوان مصر ، بعدما ضافت بي السبل ، ذهبت بـ عمر وقمت بتقديم أوراق له بـ “الهيئة العامة للتأمينات”، وذهبت به إلى “الشئون الإجتماعية”، ولكن لم يستجيب أحد.
وأردفت الأم ، ذهبت بعد ذلك لتتقدم على معاش للمطلقات فأخذت المعاش وقدره 313 جنيهًا، وكانت الأبنة حينها في “تمهيدي الماجستير”، فقررت العمل لمساعدة اُمها وأخواتها.
واستكملت الام، أنها لا تستطيع ترك إبنها وحيداً بسبب معاناته فهي تجلس دوماً بجواره، لتفعل له مساج على الأماكن المبتورة لأنها تؤلمه إلى الأن، وبسبب الحالة النفسية التي يمر بها، وتتألم كل دقيقة على إبنها وقالت “أول مرة يحصل معايا كدة الالم اللي جوايا وانا شايفاه كدة، بيعذبني وأنا شايفة ابني بيتقطع قدام عينيا صعب”، مضيفة إلى ان الأبن أصبحت حالته النفسية أسوء مما ينبغي ، ووصل بها الامر لتحذر أخواته منه بعدما تعرض لتلك الحادث.
مهددون بالطرد.. والاخ الاصغر مصاب بـ مرض نادر
وأوضحت الام في حوارها ، إلى معاناة متكررة أخرى يعانون منها وأفرد الأسرة بأكملهم ، لتقول «كل ما نروح شقة يطردونا منها ، وذلك، بسبب سوء حالة إبنها النفسية والتي تسبب إزعاجًا للبعض.
وقالت الام باكية ، «الشقة اللي احنا عايشين فيها دلوقت هنسيبها في شهر 5 اللي جاي ماحدش هيستحملنا من الجيران، مضيفة أن إبنها الاصغر الذي يبلغ من العمر 18 سنة يعاني من مرض نادر في عينيه «هراداد»، ومن ضمن الاعراض التي يسببها هذا المرض فقدان البصر ، ومن كثرة المعاناة التي تعيشها الام أصبحت لا تستطيع التحمل فقد نفذت طاقتها.
لا يملكون مصدراً للدخل
وعن حالتها الإجتماعية ، روت الام لـ اوان مصر ، إنها انفصلت عن زوجها منذ 8 سنوات بسبب خلافات مالية مشيرة إلى أنها كانت ضحية هي وأبنائها الثلاثة ، وقد استأجرت شقة، وكانت تعمل في مكتب محاسبة، وإبنها “عمر”، كان يعمل في مقهى بجوار دراسته بالإضافة إلي ولد وبنت كانوا يدرسون، وبعد الحادث تركت الأُم عملها وأصبح نجلها عاجزاً لا يستطيع الحركة، ولا يملكون مصدراً للدخل.
وتضيف الام والدموع على خديها وتبكي ألماً وحزنًا على ما حدث لإبنها الأكبر قائلة: “مرت أربع سنوات، ولا أستطيع توفير نفقات علاج “عمر”، ولا يزال يعيش تحت تأثير الحادث، ويحتاج إلى تأهيل نفسي.
وتحكي الاُم لـ “أوان مصر”، بحزن وصرخات تقشعر لها الأبدان، وإبنها بجانبها يخيم على وجهه علامات الحزن والمأساة التي مر بها، “قلبي بيتقطع”، عندما أراه يزحف على الأرض، فلم يتبقى له سوى ذراعه الأيسر، وباقي أطرافه مبتورة، وتضررت الأُم من حمله على كتفيها.
قلبي بيوجعني على ابني
وتضيف الاُم بنبرة صوت خافتة ومتألمة “قلبي بيوجعني على ابني ومنظره بيتعبني” مردفة ، عندما يريد الانتقال من مكان لأخر ، يزحف على الارض ، أجلس بجواره أبكي ، ثم احمله على كتفاي لانقله إلى حيثما يريد.
وتقول الام ، أن ابنها منذ تلك الواقعة وهو يتصرف تصرفات عشوائية ، ويتحرك بطريقة من المحتمل أن يؤذي بها نفسه ومن حوله ، لذا اضطرت ان تبعد عنه اشقائه خوفاً أن يصيبهم بضرر، وتقول الأم ان كل يوم يمر عليهم ، يكون أكثر معاناه عن ما سبقه من الأيام.
واستطردت الام ، أنها تحاول دائما أن تخرجه من حالة العزلة التي يعيش فيها إلا أن ذلك يتطلب منها أن تحمله وتنزل به من الدور الأول العلوي إلى الشارع ليركب “توك توك”، وبعد فترة من الوقت تحمله مرة أخرى من الشارع إلي الشقة، ولو جاء دون علمها يزحف على بطنه ليصعد الشقة ، وهذا يجعله يفقد أعصابه وينهار ويعيش في جو نفسي سيئ.
وأشارت إلى أنه عاش فترة تأهيل نفسي ، لكنه لا يزال يعاني من وسواس وخوف شديد ، ولا يجعلنا ننام من صوته العالي الذي يزعج الجيران مما يجعلنا مهددين بالطرد من الشقة التي نسكنها، مؤكدة ان الحياه قاسية عليها لم تكن قادرة على سداد الإيجار او نفقات العلاج .
الام تناشد المسئولين
ووجهت الأم رسالة استغاثتها عبر اوان مصر ، لكافة المسئولين والحكومة، بتبني حالة “عمر”، وعلاجه نفسيا وبدنيا، وتوفير مسكن له، ومصدر رزق يؤمن مستقبله.