عندما يشعر أحد الأشخاص بشيئ من الحزن يقول أنا مكتئب ، ولا يعلم ما وراء هذه الكلمة من خطورة بالغة ، والحقيقة بإن الاكتئاب هو مرض خطير وأكثر تعقيداً مما تتصوره الأذهاب بتلك البساطة.
ففي العادي نشعر جميعناً بالحزن حال حدوث أي أمر مفاجئ يتطلب ذلك، ويستجيب الجسم لها كنوع من ردة الفعل الطبيعية والتي بدورها تغيير صفو المزاج لوقت محدود، وتلك الحالة نعيشها ولا توجد بها أدنى مشكلة ، أما عن الأكتئاب العلمي والمرضي نتعرف عليه من خلال السطور القادمة.
الأكتئاب:
الاكتئاب “Depression” ليس ضعفا أو شيئا سهل التخلص منه، ويعرف بأنه الاضطراب الاكتئابي الحاد “Severe depression disorder”، أو الاكتئاب السّريري “الإكلينيكي – Clinical depression”.
وهو مرض يصيب النفس والجسم. يؤثر الاكتئاب على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية.
وعن طريق التشخيص والعلاج السليمين يمكن التقليل من أعراض الاكتئاب، حتى لو كانت أعراض الاكتئاب حادة.
العلاج السليم يمكن أن يحسن شعور المصابين بمرض الاكتئاب في غضون أسابيع معدودة، عادة، ويمكـّنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا على الاستمتاع بها قبل الإصابة بمرض الاكتئاب.
أعراض الاكتئاب العلمي:
فقدان الرغبة في ممارسة الفعاليات اليومية الاعتيادية.
الإحساس بالعصبية والكآبة.
الإحساس بانعدام الأمل.
نوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر.
اضطرابات في النوم.
صعوبات في التركيز.
صعوبات في اتخاذ القرارات.
زيادة أو نقصان الوزن بدون قصد.
عصبية.
قلق وضجر.
حساسية مفرطة.
إحساس بالتعب أو الوهن.
إحساس بقلة القيمة.
فقدان الرغبة في ممارسة الجنس.
أفكار انتحارية أو محاولات للانتحار.
مشاكل جسدية بدون تفسير، مثل أوجاع الظهر أو الرأس.
كما أن أعراض الاكتئاب مختلفة ومتنوعة لأن الاكتئاب يظهر بأشكال مختلفة عند مختلف الأشخاص.
فعلى سبيل المثال، قد تظهر اعراض الاكتئاب لدى شخص عمره 25 سنة مصاب بمرض الاكتئاب تختلف عن تلك التي تظهر عند شخص عمره 70 سنة.
وقد تظهر لدى بعض المصابين بمرض الاكتئاب أعراض حادة جدا إلى درجة واضحة تشير بأن شيئا ما ليس على ما يرام.
تشخيص الاكتئاب والعلاج:
يطرح الأطباء والمعالِجون أسئلة حول المزاج والأفكار، خلال اللقاءات العلاجية الاعتيادية. أحيانا، يُطلب من المريض أن يعبئ استمارة أسئلة تساعدهم في الكشف عن أعراض الاكتئاب.
حين يشك الأطباء بكون المريض مصابا بمرض الاكتئاب، يقومون بإجراء سلسة من الفحوصات الطبيّة والنفسانية.
تساعد هذه الفحوصات على دحض إمكانية وجود أمراض أخرى من شأنها أن تكون سببا للأعراض، تساعد على التشخيص والكشف عن مضاعفات أخرى تتعلق بالحالة.
وبعد أن يتم التشخيص من الطبيب المعالج، يقرر ما اذا كانت الحالة تحتاج إلى أخذ أدوية وعقاقير طبية أم انها فقط تحتاج إلى علاج نفسي سلوكي ، دون تدخل لأي أدوية.
الجدير بالذكر أن معظم حالات الاكتئاب عند اكتشافها مبكراً يسهل على الطبيب المعالج السيطرة عليها ، والشفاء والتخلص منها ويعود الشخص لطبيعة حياته وممارستها بشكل عادي.