في مثل هذا اليوم، رحل الكاتب والمؤلف العملاق وحيد حامد، تاركًا للجمهور ثورة فنية حافلة بالإنجازات، والأعمال المتفردة، التي خاطبت الشارع المصري، ولمست وجدان كل انسان بسيط، حيث أنه دائم الحديث عن اعباء تلك الطبقة، ومدون لأحلام البسطاء.
فقد خصص وحيد حامد قلمه للتعبير عن الانسان البسيط، وتناول مشاكله، مما وضع ذلك في خانة اليك، وتسببت كتاباته واعماله في العديد من الخلافات مع الرقابة الفنية في عهد عبد الناصر.
وكان الكاتب الراحل من الكتاب المشاغبين، الذين لا يخفون من الحديث في السياسة، أو البوح بمشاكل الشعب، ولكن كان وحيد كان يتمتع بذكاء بالغ، حيث أنه تمكن أكثر من مرة في خداع الرقابة بجملة أخذها ساتر منيع ضد عبارة الرفض من المراكز القيادية، ألا وهي :”هذا العمل لايمثل الواقع”، وهي الجملة التي كانت بمثابة مركب الانقاذ من طوفان السلطة الحاكمة في ذلك العهد.
أزمة وحيد حامد مع الرقابة وسبب تغيير نهاية فيلم «البريء»
تعرض الكاتب الراحل وحيد حامد لموقف مؤلم خلال مظاهرات سنة 1977، أو انتفاضة الحرامية، كما اطلق عليها السادات، وقرر أن يخرجها إلى النور، ليوعي الجمهور بالخبايا التي تحدث من حوله في عهد عبد الناصر، والظلم الواقع على الناشطيين السياسين، والشباب المفكر.
وكتب الراحل سيناريو لا مثيل له يجسد الواقعة، الذي تعرض لها، لينفس من خلاله عن غضبه، وأطلق على الفيلم عنوان “البريء”، وتمحورت الأحداث حول تلقين المجندين بأن المسجونين السياسين من أشد أعداء الوطن، وينتهي الفيلم بموت جميع العساكر وقائد المعسكر على يد سبع الليل أحمد زكي، ولكن يتم قتل سبع الليل على يد جندي ملقن لم فقه الحقيقية.
وتمكن المخرج عاطف الطيب حينها من خداع الرقابة، ليصل إلى هدف عرض الفيلم، ويهرب من الرفض، حيث كتب على تتر الفيلم قبل البداية: “وقائع هذا الفيلم لا تمثل الحاضر”، لذا وافقت الرقابة على العرض.
ولكن عند إقامة العرض الخاص للفيلم سنة 1986، اعترض أحد الاشخاص المثقفين ممن يطمعون في منصب كبير بالدولة، ووقف في منتصف الصالة، وقال: “ده كل عسكري واقف وفي ايده بندقية، يحصل ايه لو وجها على القائد بتاعه”، ووصل الامر إلى القيادات، وتم تكثيف حملة صحفية كبرى ضد عرض الفيلم.
وفي اليوم التالي، أُصدر قرار بمنع عرض الفيلم وقتها، حتى عاد إلى النور مرة أخرى برحيل الإمبراطور أحمد زكي.
ويشارك في فيلم “البريء” كوكبة لامعة من نجوم الوسط الفني أبرزهم، ممدوح عبد العليم، احمد زكي، محمود عبد العزيز، وإخراج عاطف الطيب، تألف الراحل وحيد حامد.