تلقت دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي سؤال من أحد المتابعين عن هل يجوز ترك المشيِّعين للجنازة لزيارة الأموات؟
فجاء الرد، أن انصراف المشيِّعين للجنازة لزيارة الأموات يستحب أن يكون بعد الفراغ من دفن الميت، فانصرافهم قبل انتهاء الدفن وقبل الدعاء في أصله واسعٌ مباحٌ، فإذا حُمِل على ما ينافي المواساة لم يكن لائقًا بالمشيعين، وتمام السنة في اتباع الجنائز أن يشيعها المسلم حتى دفنها وإهالة التراب عليها والوقوف على القبر للدعاء لها، فإذا انصرف بعد تمام الدفن وقبل الدعاء فقد حصَّل ثواب شهود الدفن، وله أن ينصرف بمجرد مواراة الميت وقبل نَصْب اللَّبِن وإهالة التراب عليه، وفي حصوله حينئذٍ على ثواب شهود الدفن قولان للعلماء، ويستحب أن يكون ذلك بعد الفراغ من دفن الميت: لتحصيل ثواب اتباع الجنازة، وبعد الدعاء له؛ اتباعًا للسُّنة.
ويمكنه أن يدخل من يريد زيارته من الموتى في دعائه، أو ينوي الدعاء له مع الميت الذي يشيعه؛ فيجمع بذلك بين الحُسنيين، ويحوز الفضيلتين.
واللائق بالمسلم أن يعمل على مواساة أهل الميت وجبر خواطرهم، وألَّا يخالف أعراف الناس في ذلك.
في سياق متصل، تلقت دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي سؤال من أحد المتابعين عن هل يجوز ترجمة القرآن الكريم إلى لغة الإشارة؟.فجاء الرد، أن ترجمة معاني القرآن الكريم بِلُغَةِ الإشارة من الأمور الجائزة شرعًا، بل ذلك مِن أَجَلِّ الأعمال وأَحَبِّها إلى الله تعالى ورسوله؛ لأنَّه تبليغٌ لِدِينِ اللهِ ومُرادِهِ مِن كِتَابِهِ، على أنْ يكون مُقَيَّدًا بالضوابط الشرعية، التي منها:
– ضرورة فهم اللغة العربية فهمًا صحيحًا.
– أن يكون ثُبُوتُ المعنى وصِحَّتُه مأخوذًا مِن تفسيرٍ مَقبولٍ جارٍ على قواعد المُجتَهِدِين في القبول والرَّدِّ.
وأضافت، يجب عند تحقيق معاني الألفاظ القرآنية القيام بجمع طرق تفسيرها مِن كُتُبِ التفسيرِ المُعتَمَدَةِ واجتهاد المُجتَهِدِين المُعتُمَدِين؛ للوصول إلى المعنى الذي يَغلِبُ على الظَّنِّ أنه هو المراد مِن الله سبحانه وتعالى.
وأوضحت، أن يكون التمثيلُ الإشاريُّ لمعاني الألفاظ القرآنية واضحًا في أنه محاكاةٌ لِلمعنى وليس بديلًا لشيءٍ مِن اللَّفظ القرآني.
واستكملت، دار الإفتاء المصرية لا يَسَعُها إلَّا الإشادة بهذا العمل الذي تَتَعَطَّشُ إليه المكتبة الإنسانية وذَوُو الِاحتِياجات الخاصة مِن إخواننا وأخواتنا مِن الصُّمِّ والبُكْمِ.