تناولنا فى مقالنا السابق عن شهر رمضان المعظم جزء من فضائل الصوم فى هذا الشهر الكريم و تناولنا الأمر من ناحية الأفضال الأيمانية و الفوائد الربانية و فضل الصيام فى رفعة درجات الصائم عند المولى عز وجل.
واليوم نتناول فى مقالنا هذا ليلة القدر و هى إحدى ليالى هذا الشهر الكريم و هى ليلة شريفة فضلها الله على ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.
وسميت ليلة القدر بهذا الأسم لشرف قدرها و علو منزلتها و فى قول أخر لأن الأرزاق و الأجال و الأعمال و الأقدار من السنة إلى السنة تقدر فى تلك الليلة.
وفى ليلة القدر أنزل القرأن الكريم من المولى عز و جل من اللوح المحفوظ و وضع فى بيت العزة فى السماء و ذلك على أرجح الأقوال.
و فى ليلة القدر تنزل الملائكة و الروح فيها بالرحمات فيسلمون على المجتهدين و المتهجدين فيسلمون عليهم أو يبلغونهم السلام من المولى عز و جل.
و هى فى العشر الأواخر من شهر رمضان و هى إلى الليالى الوترية أقرب من غيرها و فى غالب الأمر هى ليلة الحادى و العشرين من شهر رمضان من المستنتج من أقوال حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام لقوله فى هذه الليلة أنها يكون عندها القمر كشق جفنة و لا يكون القمر كذلك إلا ليلة الحادى و العشرين من الشهر الكريم.
و فى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( تحروا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) أخرجه البخارى عن عائشة رضى الله عنها.
و من فضيلة هذه الليلة أن من قامها أيمانآ و أحتسابآ غُفر له ما تقدم من ذنبه.
و فى ذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من قام ليلة القدر أيمانآ و أحتسابآ غُفر له ما تقدم من ذنبه ) أخرجه البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه.
و من المستحب فى تلك الليلة الإكثار من الدعاء و الشكر للمولى عز و جل و بالنسبة للدعاء فإنه من المستحب الدعاء الذى ورد عن نبينا الكريم و هو ( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنى ).
و يجب الا نغفل عن الثناء و الشكر للمولى عز و جل على أفضاله و نعمه علينا فى تلك الليلة المباركة .
إن ليلة القدر هى منحة ربانية لنا من المولى عز وجل منحنا أياها من أجل يمنحنا فرصة لغفران ذنوبنا و خطايانا فيجب علينا ألا ندع تلك الفرصة لكى تمر منا من دون الفوز بثمار تلك الليلة المباركة.
و للحديث بقية طالما فى العمر بقية.