خص الله شهر رمضان بنفحات إيمانية ربانية مباركة و بمنزلة عظيمة لديه، و لما لا و هو الشهر الذى خصه الله بكون صيامه هو أحد أركان الإسلام كما أنه الشهر الذى اختصه الله ببداية نزول القرأن الكريم فكم كرم الله عز و جل هذا الشهر و جعل له منزلة كبيرة بين شهور العام.
و قد اشتهر شهر رمضان بكونه شهر العبادات التي تفيض من القلب مرضاة لله عز و جل فتجد العباد يصومون و يصلون التراويح و يعتكفون بالمساجد و يبتعدوا عن الشهوات و عن إرتكاب المأثم و المعاصي و يتقربون إلى الله عز و جل من خلال الصيام و أداء الصلوات و إيصال الأرحام و إعطاء السائل و المسكين كلها أمور تجدنا نحرص على القيام بها في شهر رمضان و ذلك إبتغاء وجه الله تعالى.
و قد سمى شهر رمضان بهذا الاسم و الله أعلم من شدة الرمضاء أي الحر و العطش و ذلك على أرجح الأقوال.
و بالعشر الأواخر من شهر رمضان المعظم كان بداية نزول القرأن الكريم بليلة القدر و التي هي خيرا من الف شهر حسبما ورد بالقرأن الكريم.
و بشهر رمضان تضاعف الحسنات، وتفتح أبواب الجنة و تغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين فلا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه من إضلال الناس .
و قد كان الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام شديد الحرص على الخير بشهر رمضان و خاصة في العشر الأواخر منه فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر أي جد في العبادة واعتزل النساء، وفي مسند أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: يخلط في العشرين الأولى النبي صلى الله عليه وسلم من نوم وصلاة فإذا دخلت العشر جد وشد المئزر.
و من فضل هذا الشهر الكريم جعل الله عز و جل النافلة فيه بثواب الفريضة كما أن من أشبع فيه صائما سقاه الله من حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة.
في النهاية فإن النفحات الربانية بهذا الشهر الكريم تجعلنا جميعآ حريصين على هذه النفحات الربانية الأيمانية مرضاة لله عز و جل.
و للحديث بقية إن كان للعمر بقية عن النفحات الإيمانية الربانية العطرة لهذا الشهر الكريم.