وسط محيط إقليمي مضطرب وتحديات دولية جسام وأوضاع داخلية ضاغطة ، وجب علينا التحرك بوعي وحذر وقوة لمجابهة تلك الظروف غير المسبوقة ، هذا التحرك لا يشترط في القائمين به أن يكونوا أصحاب مناصب حكومية ومعهم تكليف ممهور بخاتم النسر ، فمن يحب وطنه بحق وجب عليه التحرك فورا في اتجاهات عدة بحسب مهاراته وامكاناته ، بيد أن هذا التحرك لابد وأن يكون للنخب الوطنية كافة وللمجتمع المدني بكل أذرعه وأجنحته فالإعلام والصحافة ومراكز الدراسات والمنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية والنقابات والجاليات المصرية في الخارج بالإضافة الى غرفتي التشريع والمجالس المستقلة ، هذا التحرك لابد وأن يكون من قاعدة انطلاق واحدة هي مصر .. مصر الدولة الوطنية والسيادة والدور الإقليمي والتواجد الدولي الفعال ، نحن نحتاج أولا الى مجموعة من الشخصيات تجيد الحوار مع الآخر بلغته هو وليس بلغتنا نحن وعن وعي وإدراك حقيقي بالحالة المصرية ، نريد من يتحدث عن مصر أضعاف حاجتنا الى من يتحدث الى مصر ، نحن حقا في حاجة الى من يتحدث عنا أكثر من حاجتنا الى من يتحدث إلينا ، نحتاج الى أصحاب الخبرات في الملف الأمريكي خاصة من سبق وتعامل مع الديمقراطيين كي يمهد طرقا ويفتح أبوابا ونوافذ أمام الدبلوماسية والدولة الرسمية ، هنا أقول للجميع ليس شرطا أن تتحرك بتكليف رسمي أو من خلال منصب حكومي أو برلماني ، عليك أن تتحرك فورا ودون إبطاء وكل فيما يخصه ، وليعتبر كل منا نفسه في مهمة وطنية حتى لو كانت غير رسمية .. دمتم في أمان الله .