هل جف النهر ووصلنا إلى القاع الصخري ؟ سؤال يتبادر الى أذهان الكثيرين من المصريين بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة والتي بدت مظاهرها في ارتفاعات الاسعار الاجمالية وانخفاض الحصيلة الدولارية مما ادي الى انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الصعبة .
وما تلا ذلك من ارتباك في اسواق الصرف وأنشطة الاستيراد وسلاسل الإمداد ، سلسلة من الهزات الاقتصادية التي شعر بها الجميع وأثرت على الجميع أيضا كان مركزها الحروب الدائرة والأوبئة المنتشرة ، لكن حالة الذعر والخوف من الاقتصاد وعلى الاقتصاد تبدوا وكأنها باتت شعورا رسميا للمواطن المصري ، بيد أن الخوف يأتي من الاهتمام الذي يمثل عنوانا للانتماء ، لكن الجانب الأكبر من المخاوف تأتي من خوف الناس على ما في جيوبهم والذي تأثر بعنف جراء ما جرى ، والناس باتت اتساءل ماذا جرى ولماذا وكيف وما هو السبيل للخروج من هذا المطب التاريخي ؟
هنا أقول أن ترتيب الاقتصاد المصري عالميا يأتي في المرتبة ٣٦ بناتج اجمالي ٤٠٠ مليار دولار وبمعدل نمو وصل الى ٩٪ في الربع الاخير من العام المنصرم وبلغت قيمة صادراته ما يزيد عن ٤٥ مليار دولار وبحصيلة احتياطي نقد اجنبي تصل الى ٤٠ مليار دولار ، لكن حجم الديون الاجنبية وصل الى ٣٤٪ من الناتج الاجمالي بقيمة ١٣٧ مليار دولار وديون محلية تصل الى ٦ تريليون جنيه ومعدل بطالة وتضخم في المناطق شبه الآمنة.
هذه ارقام جيدة ومركبة وصحيحة لكن ما لا يوجد له سند هو حجم الاقتصاد غير الرسمي الذي يبلغ أكثر من ٥٠ ٪ وحجم العمالة غير الرسمية وحجم الاصول المملوكة للدولة في الشركات والمصانع وغيرها والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات ، الناس ورجال الاعمال كانوا يشتكون من زيادة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي ويطالبون بإتاحة الفرصة للقطاع الخاص وجذب استثمارات أجنبية مباشرة وعبر سوق المال والبورصة .
الدولة تحركت في هذا الاتجاه الذي كان ينادي به هؤلاء ، وبدأت في الاتجاه نحو توسيع قاعدة الملكية ونفض يدها عن الانشطة الاقتصادية التي يستطيع المستثمرون والقطاع الخاص القيام بها .
لكن السكاكين بدأت تسن للحكومة وبدأ عواجيز الفرح في التحرك لتأليب الرأي العام وطبعا تحركت حشرات السوشيال ميديا لدي اهل الشر لمحاولة النيل من الدولة المصرية ، فهل نحن منتبهون ؟