يقولون راحت السكرة فهل جاءت الفكرة ؟ سكرة الأزمات المتتالية التي كادت أن تعصف بنا وبمعايشنا وأوصلتنا الى ما يشبه الوقوف على حافة الهاوية الاقتصادية ، الدولة تماسكت وتمسكت بكلاسيكيات ثقافية على مدار عقود من الزمن ولم تقترب من تلك الملفات الشائكة ولم تحاول تفكيك الاشكاليات الموجودة والفخاخ المنصوبة ، الرئيس السيسي الذي تولى المسؤلية في ظروف عصيبة.
وصل السفينة الى مرفئ آمن وبدأ في عملية الإصلاح الجذرية ، كانت العواصف والأنواء شديدة وعاتية وتحاول جذب السفينة الى عرض البحر لتلائم الامواج وهي قيد الإصلاح ، لكن حكمة الربان حالت دون الانزلاق في هذا المخطط ، الآن نواجه آثار وتحديات عاتية لازمات قادمة من الخارج يعلمها القاصي والداني .
لكن الاجراءات الكلاسيكية ما عادت تصلح للمجابهة ومن هنا يجب أن نغير من ثقافاتنا الاقتصادية التي تتعامل مع أي مستثمر جاء الى مصر على أنه لص جاء من أقصى الارض ليسرق مقدراتنا ، وتتعامل مع كل قرار حكومي مالي أو مصرفي على انه لخدمة صندوق النقد الدولي ، وتنظر الى قرار توسيع قاعدة الملكية على أنه تفريط ، وتنظر الى القطاع الخاص ورجال الاعمال جميعهم على انهم سارقون ولصوص .
الإن نحن على اعتاب مرحلة جديدة تنفض فيها الدولة يدها عن الدخول في النشاط الاقتصادي بكثافة ، الدولة تتخارج وتبيع حصص ملكيتها في بنوك او مشروعات او مصانع او خدمات لاتاحة الفرصة للقطاع الخاص المصري والعربي والاجنبي ولتوفير عملات صعبة لاستكمال مسيرة البناء والاصلاح واقامة مشروعات يعجز القطاع الخاص عن الدخول فيها ، نحتاج فقط الى الفهم المجرد .