عندما غاب المثقفون وتركوا مقاعدهم شاغرة تسلل إليها آخرون من أهل الشر وعبّاد الهوى فشوهوا ما طاب لهم واختزلوا الثقافة والفكر في نطاق أضيق من ظل الرمح ومن سم الخياط ، في العقود الماضية انسحب بعض المثقفين تحت وطأة المقولة المهلكة ” مفيش فايدة ” وسيق بعضهم الى حيث المصالح الشخصية الضيقة ، بينما استمر البعض يكافح ويناضل حتى الرمق الأخير ، لكن الآن الدولة غير الدولة والزمن غير الزمن لإن الرئيس السيسي مختلف عن كل من سبقوه دون استثناء ، فهو رجل يقدر الثقافة والفكر ويدعوا الى الحرية بلا أسقف ، ولذلك اتساءل بيني وبين نفسي لماذا طال غياب مثقفينا ؟ لماذا أصبحنا نعاني من عدم وجود نخب حقيقية غير مزيفة تقود المجتمع الى التغيير الحقيقي لواقع ما عاد يصلح إطلاقا لمعارك المستقبل ، المفكر الحقيقي هو الذي يسبح بخياله الى عوالم أخرى قد تكون خفية على الجميع ، المثقف لا يعني بالضرورة أن يتقمص دور المعارض لتحقيق مكاسب شعبوية يتم ترجمتها الى مكاسب مادية ، وليس شرطا أن يكون رجع صدى لما تراه الحكومة دون تفكير أو نقاش ، نحن في حاجة الى مفكرين يسبقون الحكومة والمجتمع بالحلم والخيال ، لم يعد لدينا هذا النمط من الشخصيات التى تحظى باحترام وتقدير الجميع ، فنوعية المعارك التي يخوضها هؤلاء تبدوا تافهة وبلا عمق ، يا سادة نحن نحتاج الى مثقفين ومفكرين أكثر من حاجتنا لمندوبي علاقات عامة أحيانا وخاصة في كثير من الأحيان .