إنه العبث في أبشع صوره ، ذلك الذي يجري في وادينا الطيب ، فاستهداف الثوابت الدينية والمجتمعية ومحاولة ضربها في مقتل في وضح النهار وعلى الهواء مباشرة هو تطرف عكسي و دعوة صريحة لحملة الفكر المتطرف بأن ينهضوا ويهبوا ويسارعوا الخطى للدفاع عن الدين وثوابته ، وهذا مكمن الخطورة ، يقول المشككون إن هذه الأصوات المتطرفة في الاتجاه العكسي تعبر عن توجه الدولة وتعمل في حمايتها وهذا غير صحيح جملة وتفصيلا وتأصيلًا فالدولة والحكومة تواجه كل أشكال التطرف بدءا من التطرف الديني وصولا إلى الزنادقة ودعاة الفوضى اللا أخلاقية الذين يتخذون من السفاهة والتفاهة والتعالي طريقا ممهدا للوصول إلى غاياتهم الشخصية الرخيصة ، أقول وبمنتهى الوضوح إن مناقشة بعض الملفات الشائكة على الهواء مباشرة وأمام العامة والدهماء ومن قِبل غير المتخصصين ودون وجود من يدافع عن الرأي الآخر يمثل جريمة مكتملة الأركان تستوجب تدخلا عاجلا من ذوي الاختصاص بأقصى سرعة ويستوجب منا جميعا وقفة جادة حادة حتى لا يختلط الحابل بالنابل ، فحرية التفكير والتعبير والاعتقاد أمر متاح للجميع لكنه مقيد بالحكمة في التناول شكلا ومضمونا وتوقيتا ، والحفاظ على ثوابتنا الدينية والأخلاقية واجب لا خلاف عليه ، سيقول المتطرفون إن حربا على الدين تجري في غيابنا وعدم تمكيننا ويدغدغون مشاعر الناس بالباطل ، نحن إذن بين فصيلين من الذئاب المتطرفة ،فصيل منهم يقتل باسم الدين ظلما وبهتانا وفصيل آخر يظن أنه يواجههم فيحاول هدم الدين ذاته ، فاستقيموا يرحمكم الرحمن