” ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ .. وأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ ”
إذا فهمت ما يقصده المتنبي ووقفت على جسر الحقيقة المجردة في لحظة حرية مطلقة فلا تجادل الحمقى ولا تغامر بتهدئة الغاضبين ولا تراهن على حكمة العقلاء ولا تختبر صبر المحبين وإياك إياك أن تجالس التافهين المتكبرين الذين يظنون أنفسهم نمور وأسود وهم في حقيقتهم نعاج هزيلة لا تقوى حتى على تحريك ليتها أو حماية نفسها ، حذاري من الإفراط في الثقة فيمن لا يتفقهون ويبحرون فى علوم الرجولة والمروءة والسمو ، ابتعد فورا عن هؤلاء القابعين في القاع يتلذذون بلعق أحذية الآخرين .. كل الأخرين ، وعن أولئك المبتسمين في وجهك زورا وبهتانا وهم يضمرون لك الكراهية و الأحقاد ، أغرب بوجهك عن هؤلاء الأشخاص الذين لا يعرفون طريقا للرضا والقناعة ، أدر ظهرك لكل صنوف البشر الذين يحاولون العبث في مواضع أمانك النفسي وينقلون لك ما ينقلونه عنك بوشايات وشائعات مزدوجة وفي كل الاتجاهات ، لا تدخل معارك مع الطفيليات والكائنات الرخوة عديمة النخوة فلن تستمتع بنصرك عليها لانها ستسارع بالالتصاق بحذائك بعد يوم واحد من هزيمتها ، لاتلتفت لمعروف صنعته او واجب أديته ، لا تنظر خلفك لتحصي مكاسبك او خسائرك وانت في ميدان المعركة ، لا تعاود المسير في طريق ملغوم قبل أن تنزع تلك الألغام بأظفارك ، لا تمتطي فرسا لم تدلله يداك ولا تطير بمنطاد لم تنفخه بفاك ، لا تتحدث دون حاجة لحديثك وطلب والحاح لسماع صوتك ، لا تتواضع مع السفلة والمتكبرين والاوغاد والتافهين والمتلونين والمتربصين ، هذه أخطار تواجه العقلاء فيخطؤون وآه من أخطاء العقلاء ، الخلاصة ” اعتزل ما يؤذيك واعص هواك والسلام”