الإنسانية فوق كل شيء.. هكذا تعامل قاض جليل بمحكمة جنوب الجيزة مع موقف طارئ أثناء نظره دعوى قضائية في القاعة 6 بالدور الثالث من مبنى المحكمة، أمس الثلاثاء.
ما حدث أن أحد المحامين تقدم للمرافعة في دعوى قضائية أمام القاضي، لكنه عندما تقدم إلى منصة الدفاع لم يبدأ مرافعته كما هو متوقع، بل خيم عليه الصمت، ومال رأسه على المنصة، قبل أن يفقد الوعي ويسقط.
من جهته، بادر القاضي مناديا على المحامين الموجودين في القاعة لإسناد زميلهم قبيل لحظة فقدان وعيه، لكن الأخير عندما سقط على الأرض همّ القاضي مسرعا لمساعدة المحامي، بل إنه وجه زملائه بنقله فورا إلى غرفة المداولة، وهي الغرفة الشهيرة المخصصة لتداول هيئة المحكمة فيما بينهم.
رافق القاضي المحامي المريض إلى غرفة المداولة وأخذ يهدئ من روعه، قائلا “متخافش هتقوم بالسلامة أنا والزملاء كلنا معاك”، وذلك ردا على نداء متكرر كان على لسان المحامي بقوله “ولادي! ولادي!”.
الموقف الإنساني للقاضي الجليل لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أنه رفض اقتراح أحد المحامين بنقل زميلهم إلى مقر نقابة المحامين بالمحكمة حتى تأتي سيارة الإسعاف، إذ أن الرجل قال لهم بلهجة حاسمة: “إحنا إيه وانتوا إيه.. هينزل من هنا مباشرة على عربية الإسعاف”.
ثم هدأ القاضي من روع وخوف المحامين على زميلهم قائلا إنه لن يستكمل الجلسة إلا بعد الاطمئنان على صحته، مرددا “كلنا واحد مفيش فرق”، وهو ما حدث بالفعل، إذ حضر الأطباء وأسعفوا المحامي وعاد إلى وعيه وعافيته، وهنا فقط جاء قرار استئناف الجلسة من القاضي الشهم.
اقرأ أيضا: شيرين لـ محكمة الأسرة في «دعوى خلع»: مجابليش «بابا نويل» في راس السنة