لم يعلم عّم صلاح ان القدر سيضحك له ويبشره بحياة كريمة بعد التشرد والحياة على الأرصفة، عاش حياة كريمة قبل التشرد ، ليعيش سنين على الرصيف باحثا عن عطف من الناس.
قصة قد يسمعها او يراها الناس في الخيال ، أو عبر شاشات التلفاز في فيلم سينمائي أو قصة من قصص الدراما والسينما، لكن الحال هنا غير ذلك ، عّم صلاح الرجل ذو الـ 60 عاما ، وجد من يعطف عليه ويحنو عليه ، ويعوضه أيام الحرمان والتشرد التي عاشها، فبدلا من القطط ونيسا له في الشوارع لحياة كريمة في مؤسسة كلها خير.
وفِي التفاصيل ،نظمت مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان حفل زفاف لعروسين من نزلاء المؤسسة التى قامت بانقاذهم من التشرد بالشارع.
وحضر حفل الزفاف المهندس محمود وحيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة واعضاء مجلس الإدارة والمتطوعين وتضمن الحفل فقرات غنائية وعرض للفنون الشعبية.
ووجه العريس الشكر لمؤسسة معانا وكل أعضاءها الذين أسسوا له حياة جديدة وتجهيز سكن بالمستلزمات.
وعبرت نورا (العروسة) ل “أوان مصر” عن سعادتها لبدء حياة جديدة قائلة، “مش عايزه افتكر حاجه من حياتى القديمة”.
واضافت، صلاح تعرف علي من خلال تردده على المؤسسة وشاهد صورى بين نزلاء المؤسسة فسأل عنى واعجب بي وطلب الزواج منى ووافقت عليه بعدما رأيت به الاحترام وتحمل المسئولية.
وتمنت نورا ان تنجب طفلا ويكون اسمه محمود وطفلة تطلق عليها شيماء تيمنا بمن وجدوا لها حياة جديدة وقالت انها ستعلمهم مواجهة الحياة وتحمل المسئولية حتى لايتعرضوا لظروفها.
وفي تصريحات ل “أوان مصر” قال المهندس محمود وحيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة أنه يعتبر نفسه اب لكل الصغار وأب لكل الكبار بالمؤسسة لانهم يؤسسون روح العائلة.
واليوم اعتبر نفسي والد العريس والعروسة ووكيل عن العروسة واعبر عن خالص سعادتى لان هذا انجاز للمؤسسة التى يعتبر دورها هو تأهيل جميع النزلاء لتوصيلهم لبر الأمان.
وأضاف وحيد ان هدفنا هو إعطاء الأمل والاطمئنان لفاقدينه وليس فقط إنقاذ المشردين بل تأسيس حياة جديدة، قائلا “ربنا يقدرنا ونوصل لكل الناس ونخليهم مبسوطين زى صلاح ونورا”.
ليس فقط الهدف هو الزواج بل أيضا إيجاد فرصة عمل وتأهيلهم نفسيا.
واختتم وحيد قائلا، سقف اهدافنا هو الاطمئنان على كل النزلاء وتوصيلهم لبر الأمان مثل اى اب يفعل مع أبناءه لانهم جميعا اعتبرهم اهلي وعائلتى.
وفي تصريحات سابقة أدلى بها صلاح الرجل الستينى لأوان مصر قال، “شعرت أن روحي عادت من جديد. قالوا لي إننى سأعيش حياة كريمة بدون شقاء، وجلست لأنتظر المهندس محمود وحيد رئيس مجلس الإدارة واستقبلنى بحفاوة وقصصت عليه حكايتي وعرضت عليه فكرة أن يجد لي عمل سائق، وبالفعل بعد مرور أيام قال لي إنني سأكون سائق خاص بالمؤسسة، أنقل منها وإليها البضائع والسلع الغذائية من الفرع الخاص بالسيدات”.
“كنت أنقل السلع الغذائية عبر سيارة المؤسسة إلى فرع السيدات وترددت عليه فترة كبيرة، ومن هنا تعرفت على زوجتى الثانية، “نورا”، التى كانت هي الأخرى نزيلة بالدار، والتى كانت مشردة بالشارع لفترة كبيرة هرباً من عنف زوجة أبيها”.
“من حظي السعيد أنها وافقت على الزواج، وتم تنظيم حفل زفاف لنا، وارتديت بدلة الزفاف وارتدت هي فستانها الأبيض، وتم الزفاف على خير”