«أنا بهبك يا مهمد».. من منا لا يعرف هذه الجملة الشهيرة التي تردد على لسان الفنانة وفاء سالم في فيلم “النمر الأسود”، والتي جسدت شخصية هيلجا الفتاة الألمانية، حبيبة البطل الحقيقي للفيلم، العالمي محمد حسن، والذي قدمه الإمبراطور الراحل أحمد زكي للجمهور المصري.
ولكن الكاميرا لاتنقل كل الواقع على شاشتها، فهي تحتاج دائمًا إلى عدة فلاتر ومعدات تحسن من صورتها، حتى تستطع أن تجذب الجمهور إليه، فكثيرًا ما تطلب القصص الواقعية بعض التعديل لتخفيف من حدتها، وهذا بالضبط ما تم تطبيقه على حكاية محمد حسن، البطل الحقيقي لفيلم “النمر الأسود”، حتى تكون الحكاية جاهزة للخروج إلى الجمهور.
حكاية حبيب هيلجا البطل الحقيقي لفيلم «النمر الأسود»
جسد فيلم “النمر الأسود”، بعض من المعاناة التي عاصرها البطل محمد حسن، ولكن لم يسرد الواقع الحقيقي لنهاية قصة حب البطل مع هيلجا، طبقًا لما تفرضه الحبكة الفنية على الكاتب في أن يبجمل الواقع حتى يجذب الجمهور إليه.
ومن الجوانب الحقيقية التي نقلها الفيلم للجمهور ولكن بشكل معدل، هي قصة البطل محمد حسن مع الخواجة هانز بياليجي، حيث أن والده انفصل عن أمه، وأخذ منها محمد رغمًا عن أنفها حتى يسنده في حياته، ولكن زوجات أبيه الأربعة كان يعاملونه بقسوة، فقد أخذته واحد منهن إلى الخواجة الألماني “هانز بياليجي”، ليعمل في ورشته ويبعد عنها، فقد قالت له بالنص: “خده أنا مش عايزاه”، ومع مرور الأيام تفوق التلميذ على استاذه، وأصبح متفوقًا في مجال الخراطة.
كما جمعته الصدفة بمدرب الملاكمة، الذي اكتشف مهاراته، حينما كان يصطحب ابن شقيق الخواجة إلى تمرين الملاكمة، وقرر وقتها أن يساعده حتى يصبح أفضل لاعب، وبالفعل نجح وشارك في بطولات عديدة.
وتمر الأيام وتفتح ألمانيا أبوابها أمام جميع الموهبين في الخراطة، وعندما علم الخواجة بذلك، عرض على محمد أن يسافر بدلًا منه، نظرًا لجدارته، واستحقاقه بذلك.
ووافق نمحمد حسن على السفر، ولكن بقيت أمام عاقبة واحدة وهي المال، فقد كان لم يمتلك نقود السفر، لذا ذهب إلى والدته، التي دبرت له المبلع، بعد رهن المنزل.
وقد نجح الفيلم في تجسيد معاناة محمد حسن من عنصرية الألمان، فقد حرص العمل أن يظهر العنصرية خلال تطور الأحداث، وهذا ما جسده أحمد زكي مع عمال مصنع الخراطة، الذي كان يعمل يبه.
حقيقية زواج بطل فيلم «النمر الأسود» من هيلجا
وألتقى محمد حسن بـ هيلجا، التي كان لها فضل كبير عليه في تحقيق نجاحات كبيرة بألمانيا، فهي من علمته اللغة الألمانية، ووقفت بجانبه حتى استطاع أن يثبت ذاته، وهذا ما نقله الفيلم، لكن النهاية الحقيقية لقصة حبه مه هيلجة لم يسردها الفيلم، رغبة من صناع العمل في تقديم نهاية سعيدة للجمهور.
فقد كشف محمد حسن خلال أحد حواراته الصحفية عن النهاية الحقيقية لقصته مه هيلجا، مؤكدًا انه لم يتزوج هيلجا.
فقد قال إنه طلب من هيلجا ان تجهض نفسها، بعدما حملت منه على غثر علاقتهما العاطفية، بعدما ذهب إلى والدها ليطلب يدها للزواج، وبعد انفصالهما تعرف محمد على امرأة سويدية، أكبر منه بعدة أعوام، فوقعت في حبه، وطلبت منه الزواج، وبالفعل تزوجا وسافرا إلى السويد.
وبعدما توفت زوجته السويدية، عاد إلى مصر، لينتهي مصيره في دار مسنين بعدما أصيب بالزهايمر، ومن ثم انتقل للعيش إلى شقيقه، ولكنه خرج في يوم من منزل شقيقه دون علم أحد، وأخذ يجول في الشوارع، إلى أن تم العثور على جثته مبتورة الساقين أمام عجلات المترو، وذهب أهله إلى المشرحة للتعرف عليه، وكانت الصدمة هنا حيث تبين أنه بالفعل.