لاشك في أن فيلم “النمر الأسود”، من أروع الأعمال الفنية التي طرحت في السينما، حيث أنه رمز التفاؤل والأمل لكل من شاهده، فكثيرًَا منا يلجأ إلى مشاهدة الفيلم عندما يصاب بالإحباط، ليبعث به الأمل من جديد، خصوصًا أن أحداثه سردت قصة حقيقية للبطل المصري العالمي محمد حسن.
وتعتبر أغنية “اتقدم” التي عرضت ضمن أحداث الفيلم، من أكثر العلامات المميزة في العمل، والتي لاقت إشادات واسعة من الجمهور، فمازالت تتردد حتى الآن على ألسنة الجمهور من مختلف الاجيال، فهي بصمة مميز لفيلم “النمر الأسود”.
ولكن هناك قصة كبيرة وراء كتابة كلمات الأغنية، التي تسببت في خلاف طفيف بين الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، والكاتب بشير الديك، والمخرج عاطف سالم، ويستعرض لكم موقع «أوان مصر» في السطور التالية التفاصيل الكاملة، والسر وراء إلحاح الابنودي على أخذ أجره كاملًا.
سر إلحاح الأبنودي على أخذ أجر كلمات أغنية فيلم «النمر الأسود»
أعجب المؤلف بشير الديك بقصة البطل المصري محمد حسن، وقرر حينها أن يجسدها في فيلم سيبنمائي ينقل قصة البطل للجمهور، واختار حينها الامبراطور أحمد زكي لتجسيد شصية محمد حسن في فيلم “النمر الأسود”، وهو لقب محمد حسن في الصحف الألمانية والمصرية وقتها.
وتولى مهمة إخراج الفيلم المخرج عاطف سالم، وخلال تصوير أحمد زكي مشاهده في الفيلم، أيقن فريق العمل أن الأحداث بحاجة إلى عدد من الأغاني تواكب قصة العمل.
وقرر الديك وسالم حينها، اختيار عبد الرحمن الأبنودي لكتابة كلمات الاغنية، ومن ثم اجتمع الثلاثي في منزل الملحن محمد على سليمان، للاتفاق على محور كلمات الاغنية، وظلبوا منه أن تكون الكلمات معبرة عن الحالة النفسية للبطل في الغربة، وأن تكون مليئة بالاحساس والشجن.
وبعد ذلك عاد الأبنودي بكلمات أغنية حماسية خلافًا لما اتفقنا عليه، وتقولكلمات الأغنية: “اتقدم اتقدم اتقدم، وكفاية خلاص تتندم، للشمس للنور للشمس للنور مش هايعطلنا سور، طول ما الدنيا هاتدور أنا من الدنيا هاتعلم، هاتقدم هاتعلم اتقدم اتقدم هاتقدم هاتعلم، اتقدم واتقدم واحلف مش راح تتندم.. اتقدم اتقدم اتقدم اتقدم.. وكفاية خلاص تندم.. للشمس للنور مش هايعطلنا سور.. طول ما الدنيا هاتدور أنا من الدنيا هاتعلم”.
ولكن الأغنية لم نل إجاب الديك وسالم، وهذا حسب ما جاء في تصريحات بشير الإعلامية في أحد اللقاءات التلفزيونية.
فقد قال الديك إن عاطف سالم ألتفت حينها للأبنودي وأكد على أن الأغنية حلوة لكن هما يريدان أغنية توضح أكثر المشهد الذي يمر به البطل.
واعترض الأبنودي على تغيير كلمات الأغنية، إيمانًا منه انها معبرة كثيرًا عن البطل، وتلائم أحداث الفيلم، وقال لهما: “أنا مسافر، ولن استطع تغيير الكلمات”، وطالب حينها بأخذ أجره.
وانساق الديك وبشير لرغبة الأبنودي، وأعطا الثنائي مهمة التلحين للموسيقار جمال سلامة، ووقع اختيارهما على المطرب أحمد إبراهيم لغناء الكلمات، وما إن تم عرضها في الفيلم اكتسحت الساحة وحققت نجاحًا مبهرًا.