مقدرش على الحمار قدر على البردعة / تكثر الأمثال الشعبية على ألسنة الشعب المصري الذي يستعين بها في العديد من المواقف الحياتية المختلفة.
ويتساءل الكثيرون عن أصول هذه الأمثال، وعن المواقف التي قيلت فيها، لأن لكل مثل أصل وحكاية تسببت في بقائه إلى يومنا الحالي.
مقدرش على الحمار قدر على البردعة|تعرف على حكاية المثل
تدور أحداث القصة فى إحدى القرى، حيث كان الحمار وسيلة للتنقل قديمًا، وقد كان هناك حمار عنيف، يؤذي كل من يقترب منه بشدة بالغة؛ فبدلًا من تفهم الناس للمشكلة وحلها كانوا يصبون غضبهم بشكل آخر، فكان الناس كلما أوقع الحمار الأحمق أحدهم محدثًا الإصابات وإتلاف الزاد، انهالوا جميعهم ضربًا في البردعة، والبردعة هي كالسرج للفرس، ويروح أفرادها ينفثون ويضربون تبرمًا وتزمرًا من سوء أفعال البردعة ويصبون عليها جم غضبهم.
وبعد طول هجاء كانوا يطالبون بضرورة تغيير البردعة، فيتم تغيير البردعة ويمضي الحمار مرة أخرى كعادته في الرفس والعض وطرح الناس على الأرض محدثًا بهم إصابات بالغة ومميتة أحيانًا ولا يتوانى الشجعان من الرجال عن ضرب البردعة كل مرة من جديد.
حكاية أمثال شعبية مصرية
الحكاية فيها إنّ قصة المقولة تعود لحاكم حلب “محمود بن صالح بن مرداس” الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالأمير “علي بن منقذ”، ولكن بعض الوشاة أثاروا الفتنة فيما بينهم، لدرجة إن الحاكم قرر إنه يتخلّص من الأمير، فالأمير قرر الهروب من حلب خوفًا من بطش الحاكم به، وفي إحدى الأيام أمر الحاكم الكاتب الخاص به بكتابة رسالة للأمير “علي” يطمأنه فيها ويبلغه إن الحاكم عفى عنه وفي انتظار رجوعه.
لكن الكاتب كان صديق مقرب للأمير علي، وبفطنته شعر إن الحاكم كان في نيته الغدر بـ ابن المنقذ ويستدرجه كي يعود ويقضي عليه ، ولكي يحذره كتب رسالة عادية وختمها بكلمة “إنّ شاء الله تعالى” بتشديد النون بدل السكون.